لوبوان : تدهور الأوضاع الانسانية بسبب الحرب على اليمن..
لوبوان : تدهور الأوضاع الانسانية بسبب الحرب على اليمن..
الوطن العربى اليومية - باريس : أ ش أ..
يعانى اليمن -البلد الاكثر فقرا فى شبة الجزيرة العربية- من ازمة انسانية حقيقة .. فمنذ بدء العمليات العسكرية العربية ضد المتمردين الشيعة فى 26 مارس الماضى قتل ما لا يقل عن 2600 شحص معظمهم من المدنيين بينما اصيب 11 الف اخرين كما دفعت هذه الحرب نصف مليون شخص الى النزوح الى المناطق المجاورة هربا من الاوضاع المأساوية.
وحذر جرانت بريتشارد رئيس منظمة اوكسفام غير الحكومية فى اليمن من الوضع الانسانى الكارثى فى هذا البلد الذى يتدهور يوما بعد يوم .. اذ قال "يعانى 21 مليون يمنى اليوم بسبب الحصار المفروض عليهم وهو ما يمثل 80% من السكان."
ونشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية مقالا تحليليا اليوم /الثلاثاء/ على موقعها الالكترونى بعنوان "اليمن .. غزة جديدة" سلطت فيه الضوء على التطورات فى اليمن وما آلت اليه الحرب من كارثة انسانية . واكدت ان الحملة العسكرية العربية -المعروفة اعلاميا باسم "عاصفة الحزم" قبل ان يعاد تسميتها "اعادة الامل"- تهدف "رسميا" الى تطبيق الاحكام الواردة فى القرار 2216 لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.
ويحث هذا القرار -الذى اتخذ فى 14 ابريل الماضى- المتمردين الحوثيين (وهم من الشيعة الذين يمثلون ثلث سكان اليمن) على الانسحاب من مناطق استولوا عليها منذ سبتمبر 2014 خاصة العاصمة صنعاء حتى يسمح ذلك للرئيس الشرعى لليمن عبد ربه منصور هادى -اللاجئ حاليا فى السعودية- بالعودة الى البلاد.
وزعمت المجلة الفرنسية ان السعودية تسعى "من وراء هذه الحرب" الى ان تفرض سيطرتها على هذا البلد الذى طالما اعتبرته فنائها الخلفى لمواجهة ايران الشيعية وهى منافستها الاقليمية الرئيسية فى المنطقة والداعمة الاولى للمتمردين الحوثيين.
ومن اجل منع حصول الحوثيين على السلاح من طهران نجحت الرياض فى جعل الامم المتحدة تفرض حظرا على ارسال الاسلحة للمقاتلين الشيعة.
ومن جانبها قالت لوسيل جروسجان المسئولة فى منظمة مكافحة الجوع غير الحكومية ان هذا الحظر ترجم فى واقع الامر الى حصار كامل حتى على ارسال الاحتياجات الاساسية .. اذ لم تهبط طائرة واحدة فى اليمن كما لم ترسو ايه سفينة فى موانئها".
وحذرت هذه الناشطة الحقوقية من الكارثة الانسانية فى هذا البلد .. مؤكدة ان "اليمن يستورد 90% من المواد الغذائية و50% من احتياجاته للوقود".
واوضحت "لوبوان" ان "نقص الوقود قد يكون له تداعيات خطيرة على الحياة اليومية لليمنيين -الذين يعتمدون عليه بشكل اساسى من اجل تشغيل المولدات الكهربائية وتنقيه المياه.
وقال جرانت بريتشارد رئيس منظمة اوكسفام غير الحكومية ان "20 مليون شخص فى اليمن يتعذر عليهم الحصول على مياه نظيفة صالحة للشرب كما انقطع التيار الكهربائى فى العديد من المدن خلال الاسابيع الاخيرة ولم يعد سوى لبضع ساعات قليلة".
وذكر هانيبال ابى وركو مدير العمليات فى مجلس اللاجئين النرويجى وهى منظمة غير حكومية نرويجية مقرها فى اليمن ان "الملايين من الناس قد يفقدون حياتهم بسبب الصراع والمرض والجوع".
وقال وركو ان "عدم اكتراث العالم بالوضع الانسانى الكارثى فى اليمن الذى لم يسبق له مثيل يعد غير مقبول وتصرف غير مسئول".
والى جانب الازمة الانسانية المستمرة يعتبر المدنيون اولى ضحايا القصف الجوى .. اذ قال بريتشارد ان "الغارات الجوية والمعارك على الارض تتم بشكل عشوائى وادى ذلك الى تدمير العديد من الاهداف ومن بينها مدارس ومستشفيات ومولدات كهربائية فى انتهاك واضح للقانون الانسانى".
واشارت المجلة الفرنسية الى تدمير مقارات منظمة مكافحة الجوع غير الحكومية فى صنعاء جراء انفجار وقع على بعد عده امتار.
واوضحت الحقوقية جروسجان ان "المدن الكبرى فى اليمن بها كثافة سكانية عالية مما تسبب فى سقوط ضحايا لم يكونوا مستهدفين" .. داعية التحالف العربى الى تجنب وقوع خسائر فى صفوف المدنيين واضرار مادية مبالغ فيها لتفوقه العسكرى مقارنه بالطرف الاخر.
ومن جانبها زعمت "لوبوان" ان غارات التحالف الجوية تسببت فى تدمير مواقع اثرية بعد احراق عدة منازل فى البلدة القديمة بصنعاء وهى مدرجة ضمن مواقع التراث العالمى بحسب منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
ومن جانبه قال ديفيد ريجولى روز الباحث فى المعهد الفرنسى للدراسات الاستراتيجية ان "قادة الحوثيين لا يختبئون فى ثكنات عسكرية بل يحتمون فى منازل يسكنها مدنيون". ولذلك يتهم التحالف العربى المتمردين الحوثيين باخفاء اسلحتهم فى المدن.
وترى المجلة الفرنسية ان هذا الوضع يشبه ما حدث فى غزة .. اذ تزعم اسرائيل دوما ان مقاتلى حماس يخفون اسلحتهم بين المدنيين وذلك لتبرير سقوط عدد كبير من الضحايا بين الفلسطينيين.
وقالت المجلة الفرنسية ان العمليات التدميرية التى قادتها اسرائيل فى قطاع عزة تختلف عن تلك التى يقودها التحالف العربى ضد الحوثيين .. فالحرب على غزة لم تتجاوز شهرا واحدا فى حين ان حرب التحالف فى اليمن لا تزال مستمرة منذ شهرين ونصف الشهر.
واكد الباحث الفرنسى ان الحملة الجوية السعودية دمرت عددا من القواعد العسكرية للحوثيين لكنها لم تتمكن من صد هجوم المتمردين الذين لايزالون يحتفظون بالسيطرة على جزء كبير من الاراضى اليمنية.
وقال ديفيد ريجولى روز ان "الميليشيات الشيعية تمكنت من بسط نفوذها وتوسيع امبراطورياتها بعد ان سيطرت الاحد الماضى على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف الواقعة شمال البلاد مما يجعلها تقترب بشكل خطير من المملكة العربية السعودية المستهدفة بهجمات بشكل منتظم من جانب المتمردين الذين يطلقون الصواريخ على حدودها.
ويرى الخبراء ان الحملة العسكرية العربية لن يكون لها اى تأثير يذكر دون تدخل قوات برية على الارض .. بيد ان باكستان -أكبر قوة عسكرية فى هذا التحالف- ترفض هذا الطرح حتى الان.
وقال الباحث الفرنسى ان "السعوديين لا يمتلكون وحدهم الوسائل التى تمكنهم من التدخل برا فى مواجهة الحوثيين الذين لهم الافضلية فى المعارك على الارض /حرب العصابات/".
وعلى الرغم من ذلك اوضح ريجولى روز ان "المتمردين الشيعة باتوا فى موقف محرج لان الكثير من السكان اليمنيين يعتبرون ان سياساتهم القائمة على الاستيلاء على العديد من المناطق منذ 2014 تسببت فى اندلاع الحرب وبالتالى تفاقم الازمة الانسانية".
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: