صورة الحموات فى السينما العربية ، هل هي حقيقية ؟ .. شهادات و رؤى
صورة الحموات فى السينما العربية ، هل هي حقيقية ؟ .. شهادات و رؤى
الوطن العربى اليومية - لها
الحماة السينمائية
«لو أن الحماة أحبّت الكنّة لكان إبليس دخل الجنّة» قول شعبي مصري قديم ومرآة للنموذج الملك الذي تعكسه السينما والدراما المصرية لصورة الحماة التي جُسّد دورها بطرافة عبر تصوير العلاقة بين الأم وزوج الإبنة أيضاً. وقد قدّمت الشاشة المصرية شخصيتين متناقضتين للحماة: اللطيفة والرقيقة، الممثلة الراحلة و«أم الفنانين» أمينة رزق، والقاسية والمتسلطة الممثلة القديرة الراحلة ماري منيب التي تنسج المقالب المعكّرة لهدوء حياة إبنها أو إبنتها الزوجية في أفلام «حماتي ملاك»، «حماتي قنبلة ذرية» و«الحماوات الفاتنات». وقد إجتمعت الإثنتان في فيلم «حكاية جواز» حيث أدّت ماري منيب دور والدة الفنانة الراحلة سعاد حسني التي تأبى مفارقة إبنتها وتضع العقبات في طريق عريسها (الممثل الراحل شكري سرحان) الذي يفطر قلب والدته (أمينة رزق). كما اجتمعت منيب مع نموذج الحماة الودودة في فيلم «هذا هو الحب» - الذي تجسّد فيه دور والدة الممثل يحيى شاهين- وتعمد إلى اختبار صلابة أسنان زوجة إبنها المستقبلية وغزارة شعرها، الممثلة لبنى عبد العزيز (إبنة الممثلة القديرة الراحلة فردوس محمد). وتقف الممثلتان الراحلة ميمي شكيب وفيفي عبدو في المعسكر المتسلّط فيما تحاكي أدوار الفنانتين القديرة نعيمة مختار والراحلة تحية كاريوكا (أم العروسة) مثالية أمينة رزق.
الصورة النمطية عن الحماة مُبالغ فيها
من جانبه، يؤكد الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة أن المرأة بطبيعتها قوية في الشؤون الخاصة المتعلقة بالأمور الأسرية مثل الزواج والطلاق، ويعتبر هذا ملعبها الأساسي الذي تظهر فيه قوتها خاصة إذا لم تكن صاحبة مهنة كبيرة كأن تكون مديرة أو طبيبة، لذا تشعر بقوتها وتحاول تنغيص حياة زوجة ابنها لتشعر بقوتها. ويلفت أستاذ علم الاجتماع النظر إلى أن الصورة النمطية المستبدة التي أشيعت عن الحماة مبالغ فيها لأنه ليس كل الحموات جبارات، فالأفلام القديمة بالغت إلى حد كبير في هذه الصورة حتى أن بعض الحموات يتصرفن بهذه الصورة المفروضة عليهن ولا يتصرّفن بطبيعتهن.
العلاقة بين الزوجة والحماة في نظر علم الإجتماع
يرى الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع في جامعة حلوان، أنه نظراً لظروف الحياة وارتفاع سن الزواج أصبح هناك نوع من النضج في العلاقات ولم تعد الأم متحكمة مثلما كانت في السابق مما أدى إلى تحسين العلاقات بينها وبين زوجة ابنها. ويوضح أن المشكلة الحقيقية ليست في الحماة وإنما في الأبناء الذين لا يعرفون الإهتمام بالأب والأم والحموات أيضاً، فهناك الكثير من الحموات يجدن في زوجات أبنائهن الحب المفقود في علاقتهن مع أبنائهن، مؤكداً أن شعور الزوجة بغيرة حماتها أو الحماة بأن الفتاة خطفت ابنها ليست مشاعر حقيقية وإنما مفاهيم مغلوطة لطرفين لا يريدان الاعتراف بالواقع. وفي النهاية، ينصح عبد الباسط كل زوجة باعتبار حماتها أمها البديلة حتى تستقر حياتها الأسرية، وتعاملها بنفس معاملة أمها، وقتها ستجد أن الحب الخارج من قلبها يصيب قلب حماتها مباشرة فتحبها كواحدة من بناتها.
كندة علوش: حماتي وأمي صديقتان مقربتان
«أنا محظوظة جداً لأن حماتي إنسانة رائعة فوق العادة، فهي إنسانة إيجابية لا تتدخل أبداً في أي أمر وتحترم حياتي الخاصة، وهي لطيفة تبادر بالأمور الحسنة بكل حب وحنان مما يجعلني دائماً آخذ رأيها في الكثير من الأمور الخاصة في بيتي من طبخ وأعمال وحتى الأمور التي تخص زوجي الذي هو ابنها وربته ورعته كل هذا العمر. إلا أنها بالتأكيد تعرف كيف يتصرف وكيف يقدر الأمور ونصحائها تفيدني كثيراً في حياتي معه. لذلك أنصح الزوجات وأقول لهن: المطلوب من الزوجة «الكنة» أن تستوعب الحماة وتقدر مشاعر هذه المرأة التي أنجبت هذا الابن وربته ورعته ثم جاءت الزوجة لتأخذ هذا الابن وتعيش كل حياتها معه. فكثير من الأمهات يشعرن بالغيرة أو الضيق، وطبعاً أنا لم أتعرّض لذلك. فعلى الكنة مداراة هذا الأمر والتعامل معه بحب وحنان لأن محبة الحماة من محبة الزوج. حتى عند الخلاف أو أي مشكلة تقف حماتي معي بشكل دائم ولا تشعرني أبداً بأني فريق ثانٍ، أنا أعتبرها أماً ثانية وليست حماة. وبالمناسبة حماتي وأمي صديقتان مقربتان.»
الصداقة مستحيلة
أما هديل محمود (محاسبة) فتعترض على إمكان أن تصبح الحماة صديقة، مؤكدة أن الحماة ستظلّ تغار من زوجة الابن حتى وإن هدأت الأحوال. وتحكي قصتها مع حماتها قائلة: «لم أعرف يوماً هادئاً مع حماتي في أيام الخطوبة، فقد كنت في مأساة حقيقية بسبب غيرتها على ابنها الوحيد مني، فكانت تتصل به أثناء زيارته لي في منزل أهلي وتدعي أنها تفتقده بشدة وتريد أن تطمئن إليه، ثم تخبره بأن الوقت تأخّر وعليه العودة حتى تراه هي أيضاً. وعندما كنا نتحدث هاتفياً كانت تتأفف وتقول له إنها في حاجة ماسة إلى التحدث إليه، والمأساة الكبرى كانت أثناء التحضير للزواج فكانت تقحم نفسها في كل الاختيارات وتتلافاني وكأنني غير موجودة. حتى بدلة الفرح تدخلت في اختيارها وكأنني لست موجودة وليس لي قرار. قبل الزفاف بشهر فاض بي الكيل وتدخل زوجي وتحدث إليها ، فتغيرت 180 درجة وأصبحت حملاً وديعاً بعد الزواج».
أحنّ عليّ من أمي
الفنانة ماري منيب برعت في تجسيد شخصية الحماة المستبدة المتسلطة التي تتفنن في إيذاء زوج ابنتها. ولكن سماح محمدي المّدرسة المساعدة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، تؤكد أن حماتها مختلفة تماماً عن هذا النمط، وتقول: «تربطني بحماتي صداقة وطيدة جداً منذ 9 سنوات هي فترة زواجي. لا أستطيع أن أنكر وقفاتها بجواري ومساندتها لي أثناء انشغالي بتحضير رسالة الماجستير، فكنت أترك لها ابنتي الكبرى وأذهب إلى الجامعة لإنهاء أبحاثي ودراساتي، وحتى الآن أحياناً أترك لها بناتي وأذهب إلى عملي». وتضيف: «لن أبالغ إذا قلت إن حماتي أطيب من أمي وأحن منها عليّ وعلى بناتي. إنها دائماً تواسيني وتصبرني على شقاوة البنات، وتهدئني إذا غضبت من زوجي. إنها تتقي الله في معاملتها لي وأنا كذلك أعاملها بالمعاملة التي أتمناها من بناتي في المستقبل».
كليمانس أشقر- مقدمة برامج وملكة جمال لبنان السابقة: حماتي تدرك معنى الخصوصية في حياة الثنائي
«أحب حماتي سعاد كثيراً وتجمعني بها علاقة ودّ وإحترام. لم تشعر أنني أسلبها إبنها كما بعض الأمهات بل كانت الدافع الرئيسي لإنجاز الزواج سريعاً. أعتبر أن العلاقة مع الحماة تتحدّد منذ الوهلة الأولى، لقد شعرت بالراحة حين تعرفت على والدة زوجي أليكو، فهي إمرأة ذكية وغير مزعجة وتدرك جيداً معنى الخصوصية في حياة الثنائي. وهي لا تتدخل في شؤوننا الخاصة ومستقبل العلاقة رغم أننا لا زلت وزوجي «كتير Cool» نجوب العالم ونسكن في أحد الفنادق ولم نكوّن بيتنا الزوجي كما أنها لا تأتي على سيرة الإنجاب الذي أعتبره مشروعاً مؤجلاً خصوصاً بعد دخولي تجربة تقديم عبر برنامج «أوروبا جارتنا»، سلسلة إجتماعية وإنسانية وسياسية من 32 حلقة تعرض دور الإتحاد الأوروبي في دول المنطقة. أقدّر حماتي كثيراً لأنها منحت الكثير لأسرتها، هي مديرة مدرسة سابقة وقد انعكس ذلك على عالمها الخارجي عبر تعاملها العادل والمنصف مع الآخر. وأظن أنه حين تشوب علاقة الزوجة والحماة بعض المشاكل، فالسبب يعود لكليهما. أما علاقة زوجي بوالدتي فأختزلها بصفة تقليدية. وكحماة مستقبلية، سأحرص على تربية طفلي جيداً ومن ثم ترك الخيارات الحياتية له ولقناعاته».
المطربة باسمة: حظيت بأمّ ثانية منذ 13 عاماً
«علاقتي بحماتي جيّدة. تدعى لوسي أناديها لولو وأحترمها كثيراً فهي أم زوجي إيلي، آخر العنقود. زوجي مدلّل كثيراً وألوم حماتي على أفراطها في الغنج في تربيته منذ الصغر وأنها السبب في إهماله للواجبات الإجتماعية تساعدني كثيراً وأستند إلى نصائحها في حياتي الزوجية وهي لا تفرض رأيها عليّ. هي جارتي وأقرب من والدتي مسافة وأستشيرها لرعاية طفليّ. هي إنسانة متّقدة الذهن وإجتماعية تلبي معي الزيارات والدعوات كما أنها متفهمة لمتطلبات العصر وتواكب الموضة. لا أنكر أن قبل زواجي لم تكن تجمعني بها علاقة وثيقة وكنا كلانا جدّيتين لكن العلاقة تحدّد إطارها بعدما أدركت حماتي أن ثمة حياة جديدة دخلها إبنها وحدود لبعض أموره الشخصية، باتت تقول "تزوّج إبني وبات جاراً". أما زوجي، فعلاقته بوالدتي جيدة فهي ملاك لا حماة وبعيدة كل البعد عن الشخصية التي تعكسها الأفلام المصرية والتي تتدخل في كل شاردة وواردة. أمي وحماتي والدتان مثاليتان همّهما إسعاد أبنائهن، لكن حماتي أكثر مثالية لأنها أصبحت أرملة باكراً وأُلقيت على عاتقها مسؤولية كبيرة، أما أمي فهي مدلّلة. أظن أنني حظيت بأمّ ثانية منذ 13 عاماً. أما دوري كحماة مستقبلية، فسأحرص على أن أعرف الدرب التي سيخطوها إبني أو إبنتي مع الشريك المستقبلي».
تحبني وتنصرني على ابنها
ومن مصر أيضاً تؤكد ديدي شعبان محاسبة، أن علاقة الصداقة بين زوجة الابن والحماة يجب أن تخرج من القلب لتصل إلى القلب. تقول: «رغم أن حماتي تمارس سلطتها كحماة على زوجة ابنها الأكبر والعلاقات بينهما متوترة، فإنها صديقتي وتحبني إلى أبعد الحدود، خاصة أنني لا أتعامل معها كحماة بل اعتبر نفسي إحدى بناتها وحريصة دائماً على اصطحابها في نزهات وحدنا أو مع ابنتها». وتضيف: «حتى إذا ارتكبت خطأ لا تعنفني حماتي بنظرة لوم أو عتاب، ولا تقر أمام أحد بخطئي حتى لو كان زوجي. ودائماً ما تجعل زوجي يصالحني حتى إذا كنت أنا المخطئة، فهي لا تقول لي أنت أخطأت أمام أحد حتى لو كان زوجي بل توجهني بيني وبينها».
علاقة متوازنة
آسر ياسر المحررة في جريدة «الأسرة العربية» المصرية تدلّل حماتها دائماً وتقول لها «يا حبيبتي يا أم الغالي»، وتؤكد أن هذه الكلمات اللطيفة لها مفعول السحر على أي حماة وتشعرها بأن زوجة ابنها تعترف بمكانتها كأم. وتوضح حدود العلاقة بينهما قائلة: «من الممكن أن أتشاجر مع زوجي ولكن مع حماتي لا، فهي امرأة عظيمة وكثيراً ما تهاديني مثل بناتها، وعندما أغضب من ابنها تقولي لي إحكي وفضفضي وإن لم أستطع التدخل يكفيكِ أن تفضفضي وترتاحي». وتتابع: «منذ بداية زواجنا وأنا وزوجي متفقان على أن يمضي كل منا عيد الأم مع أمه. وقد تأخرت على زيارتها في عيد الأم العام الماضي يومين فوجدتها ترسل لي بهدية عيد الأم وتقول لي كل عام وأنت طيبة.
تدلِّلني كالأطفال وتضع الهدايا أمام غرفتي
إذا وقعت الحماة في غرام زوجة الابن من أول نظرة تعاملها بمنتهى الرومانسية. هذا حال لميس سلامة (مراسلة برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور» المصرية)، فمنذ أول لقاء بينهما والحياة مستقرة. تقول لميس: «منذ رأيت حماتي لم أشعر قط بأنها تميّز في معاملتي عن بناتها، دائماً تغدقني بالهدايا القيمة مثلهن تماماً، وتهتم بي وتسأل عني دوماً، وأنا أيضاً أسأل عنها وأزورها عندما تكون موجودة في مصر فهي موجودة حالياً في الكويت نظراً إلى ظروف عمل والد زوجي، ورغم ذلك فهي تهتم بي وبزوجي وعندما تكون في القاهرة لا تجد غضاضة في أن نقيم معها فترة الإجازة. ولأنها كلها حنان وعطاء دائماً ما تهتم بنا وتحضّر لنا أحب أصناف الطعام إلينا وتصر على أن تحضّرها بنفسها. إنها تدلّلنا كالأطفال. هي امرأة متعلّمة ومثقّفة وراقية، وتجمع ما بين متطلّبات العصر من الذكاء وبين حنان الأم وعطائها». وتضيف: «تعاملني حماتي كحبيبها، فعندما زرتها في الكويت استقبلتني في المطار بباقة ورد رائعة. وكانت حريصة على أن تستيقظ قبلي. وتضع لي هدية قيمة على باب غرفتي يومياً، فقد زرتها لمدة 14 يوماً وكرّرت الأمر يومياً. كل هذه التصرفات الجميلة نابعة من قلبها، وأعتقد أن سر الحب بيننا هو حبي لابنها، فدائماً ما تشيد باهتمامي بزوجي وتؤكد سعادتها بأن عملي لم يأخذني منه».
السؤال الذي يطرح نفسه إزاء موضوع الزوجة والحماة هو متى تتحول الحماة إلى صديقة ومتى تضطرب العلاقة وتستحيل الصداقة بين الطرفين؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد فكري أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، فيقول: «تنشأ الصداقة عندما يشعر الطرفان بأن الزوجة لهما حقوق مشتركة في هذا الرجل، فإذا شعرت الأم بأن هذه الزوجة سوف تستحوذ على تفكير ابنها الذي ظلّت تربّيه طول السنوات الماضية، تتوتر داخلياً ولا إرادياً من هذه العلاقة وتصير مشاعرها تجاه الزوجة سلبية. ولو كانت هذه الزوجة ذكية وأشعرتها بكيانها كأم وأوضحت لها أنها سعيدة مع ابنها بفضل تربيتها الناجحة له وأنها علمته كيف يحترم المرأة ويعاملها، تهدأ الأم وتقترب أكثر من زوجة الابن». ويتابع أستاذ الطب النفسي: «يجب القول إن هناك بعض الشخصيات الهستيرية، فإذا كانت شخصية الأم هستيرية تصعب مهمة الزوجة، لأنها تريد أن تكون بؤرة الضوء والشمس التي تدور حولها حياة ابنها وأسرته الجديدة، وبالتالي هذه الشخصية لا تتقبل وجود أحد معها ويجب أن تشعرها الزوجة بقيمتها وإلا تحولت الحياة بينهما إلى حرب مشتعلة. والعكس أيضاً، إذا كانت شخصية الزوجة هستيرية ولم تلحظ الأم ذلك منذ البداية ستضطرب العلاقة بين الابن والزوجة والأم لا محالة، لذا فإن دور الزوج في جميع الحالات مهم جداً، «يجب أن يكون في المنطقة الوسطى مثل رمانة الميزان، ولا يشعر طرف من الآخر أنه طاغٍ عليه، بل عليه السعي لتحسين العلاقات بين أمه وزوجته.
المغنية والممثلة مايا دياب: أخجل من صبر حماتي رحمها الله
«للأسف، فارقت حماتي وفيّة الحياة منذ سنة ونصف السنة. لكن هذه المدّة كانت كافية لأتعلّم منها حب الحياة والصبر مهما كانت الظروف التي تواجهني. لقد عاشت حماتي شبابها بألم بعدما فقدت رِجلها في أحداث الحرب الأهلية اللبنانية. لم تكن تحب العزلة بل كانت متجدّدة في كل تفاصيل حياتها حتى عبر اختيار عباءاتها الجميلة. رفضت أن تجلس على كرسي متحرك أو أن تضع رجل اصطناعية والعلاج في فرنسا رغم أن العائلة كانت تقوى على تسديد كلفته. كنت أخجل من صبرها ومن سؤالها عن الخضوع لعلاج يخفّف معاناتها والوخز في أعلى ساقها المبتورة. كانت سعيدة جداً بزواجي من ابنها الوحيد عباس كذلك بخبر حملي، لكنها لم تشهد ولادة طفلتنا كاي. كنت أزورها دائماً وأحمل إليها الورود الجورية الصغيرة، هي حنونة ومحِبّة ودمعتها سخيّة، وقد فارق عمّي الحياة بعد وفاتها بتسعة أشهر. أما عن علاقة زوجي بوالدتي، فهي مميّزة وهي تعتبره ابنها الثاني إلى جانب ثلاث فتيات وهو يناديها «ماما». تحرص على أن تعوض له الحنان الذي فقده، تنصفه باستمرار وأنا المخطئة على الدوام. تطهو له أطباقه المفضلة خصوصاً تلك التي تحتوي على اللحم وأكتفي أنا بطعام جاهز. هما الآن يرعيان كاي لأنني منشغلة بتقديم حفلات تحت عنوان "منيحة" إلى جانب الفنان زياد الرحباني. حين أصبح حماة يهمني فقط أن تكون ابنتي مدلّلة».
قمر خلف: عاملتني حماتي كابنتها
«توفيت حماتي منذ ثلاث سنوات رحمها الله وشعرت بأني فقدت جزءاً مهماً من حياتي لأنها كانت بمثابة الأم الحنون التي ترعى ابنتها بكل حب وصدق. كنت أصغر كنة عندها وزوجة أصغر أبنائها، وأتممت معها فترة لابأس بها. كانت ترعاني وتقدر مشاعري وتدللني كثيراً وتعاملني كأنني ابنتها الموجودة في المنزل. وتفاهمت معها كثيراً وتعلقت بها كثيراً، خاصة أن كل أولادها شباب، لذلك اعتبرتني بمثابة ابنتها وعاملتني على هذا الأساس، لذلك لم أشعر يوماً بالاختلاف ما بين ما عشت عليه في بيتي وبيت زوجي. هذا بالإضافة إلى أنها كانت تعلمني الكثير من الأشياء المهمة في حياتي كزوجة أو امرأة لأني كنت صغيرة السن عندما تزوجت، ثم أنها ساعدتني كثيراً عند إنجابي وتربيتي لابنتي. أنا أقدرها ولا أنساها فهي تستحق الاحترام وأفتقدها كثيراً.»
الفنانة تولاي هارون: علاقتي بحماتي تثير غيرة «سلايفي»
«تربطني علاقة جيدة بحماتي لأنها طيبة تحب راحة أولادها. لا تتدخل في خصوصياتي ومن النوع الذي يترك ابنها على راحته باختياره منذ الخطوبة حتى الزواج وحتى يومنا هذا. ولم تعترض أبداً على عملي كفنانة رغم الابتعاد عن المنزل، بل ساعدتني وتقف معي. وعندما أزورها تكون سعيدة جداً وتطمئن عني وعن الأولاد. أثناء الخلافات وطبعاً كل بيت فيه بعض المشاحنات والخلافات، تقف معي ولا تسمح لابنها بأن يؤذيني ولو بكلمة هذا لأنها أنجبت ستة شباب وابنة واحدة لم تكتب لها السعادة في حياتها الزوجية والشخصية، ومن هنا تقول حماتي دائماً لن أظلم كنة في منزلي كما ظلمت ابنتي في زواجها. هي امرأة تزرع الطيبة حولها وتسعى لأن تكون عائلتها متكاتفة ومتعاونة جداً. ورغم أني من الطبع العصبي والمزاجي وكثيراً ما يبدو علي الانزعاج وأتكلم كثيراً، فإنها تستوعب عقليتي ولا تتدخل في تلك الحالة، بل تتركني حتى أهداً وأتجاوز المرحلة. تسكن حماتي الآن في حمص لكنها على تواصل دائماً معي، وفي أي وقت احتاجها تكون موجودة. وعلاقتي الجيدة بحماتي تثير في بعض الأحيان غيرة باقي زوجات أبنائها «سلايفي» اللواتي يستغربن تلك العلاقة المميزة بالرغم من علاقتهم الطيبة مع حماتي. وأعتقد أن سبب العلاقة الجميلة بيني وبين حماتي وزوجي، هو أنني أتكلم بطبيعتي ولا أتصنّع. والصراحة هي أهم شيء بالنسبة إليّ، وبالطبع هدفي من تلك الصراحة التي قد تكون جارحة أحياناً هو تحسين الأمور نحو الاتجاه الإيجابي، ولهذا فعلاقتي مع زوجي وأهله علاقة ناجحة.»
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: