مؤتمر الإسلام ومحاربة الإرهاب ، يدعو إلى تحكيم الشريعة والإصلاح الشامل ..
الوطن العربى اليومية - مكة المكرمة : كونا ..
دعا العلماء المشاركون في مؤتمر بعنوان (الإسلام ومحاربة الإرهاب) اليوم قادة الأمة الإسلامية إلى العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية والإصلاح الشامل.
طالب المشاركون في (بلاغ مكة المكرمة) الصادر في ختام أعمال المؤتمر بضرورة أن يحقق الإصلاح المنشود العدل ويصون الكرامة الإنسانية ويرعى الحقوق والواجبات ويلبي تطلعات الشعوب ويحقق العيش الكريم ومتطلبات الحكم الرشيد.
كما دعوا قادة الأمة الإسلامية إلى المحافظة على وحدة المسلمين والتصدي لمحاولات تمزيق الأمة دينيا ومذهبيا وعرقيا وتعزيز التضامن الإسلامي بكل صوره وأشكاله والأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية وحسن استخدام الموارد البشرية والطبيعية وتعزيز التكامل بين الدول الإسلامية.
وأكدوا ضرورة مراجعة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية والخطاب الديني بما يحقق المنهج الوسطي والاعتدال وحل النزاعات في المجتمعات الإسلامية وفق القرآن الكريم والسنة النبوية وما كان عليه سلف الأمة الصالح وإنشاء محكمة العدل الإسلامية وإبعاد أبناء الأمة على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية عن الفتن والاقتتال ووضع استراتيجية شاملة لتجفيف منابع الإرهاب.
كما طالبوا بتعزيز الثقة بين الأمة وقادتها ونصرة قضايا الأمة العامة ومكافحة الفساد والحد من البطالة والفقر ورعاية حقوق المواطنة لجميع مكونات المجتمع ودعم الأقليات المسلمة في الحفاظ على هويتها والدفاع عن مصالحها وتعزيز قدراتها لتمكينها من أداء رسالتها والقيام بواجباتها تجاه مجتمعاتها ملتزمة بنهج الوسطية في الفهم والممارسة وتقوية المؤسسات الدينية والقضائية ودعم رسالتها واستقلالها.
وشددوا على ضرورة مساهمة علماء الأمة الإسلامية في الحفاظ على هوية الأمة المسلمة وتعهدهم بالتفقيه والتوعية ليحققوا واجبهم في حماية الدين والنصح للاخرين والشهود على الخلق ولتكون الامة المسلمة واعية برسالتها وناهضة بها على الوجه المأمول وتحقيق القدوة الصالحة.
ودعوا العلماء إلى القيام بواجب النصح والإرشاد للأمة وقادتها بالحكمة وتصحيح المفاهيم الخاطئة و"وقاية الأمة من الشبهات المضللة والدعوات المغرضة بنشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام وفق هدي سلف الأمة وأئمة الإسلام بعيدا عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين والتعاون في موارد الاتفاق وتعظيم الثوابت والاجتماع على القضايا الكلية والتحلي بأدب الخلاف في مواضعه".
وطالبوا بالتحذير من التكفير والتفسيق والتبديع في موارد الاجتهاد صونا لمصالح الأمة العليا وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الشرعية في الفتوى والتصدي لنوازل العامة بالفتوى الجماعية والتحذير من الفتاوى الشاذة وتقوية التواصل مع الشباب وتضييق الفجوة معهم وتوسيع آفاق حوارهم وإجابة استفساراتهم والسعي في تعزيز نهج الوسطية بينهم.
ودعوا الإعلام في الدول الإسلامية إلى تعزيز الوحدة الدينية والوطنية في المجتمعات الإسلامية والتصدي لدعاوى الفتنة والطائفية وإرساء القيم والأخلاق الإسلامية و"التوقف عن بث المواد السلبية المصادمة لدين الأمة وثوابتها وقيمها وتحري المصداقية في الأخبار والتثبت فيها والنقل الهادف والامتناع عن الترويج للارهاب ببث رسائله وإدراك أهمية الرسالة الإعلامية التي تصل إلى كل العالم والعمل على معالجة أدواء الأمة".
وأكدوا ضرورة تحلي الإعلام بالمسؤولية وعدم إشاعة الآراء الشاذة والمضللة وتوظيف الإعلام في نشر الوعي بحرمة الدماء ومخاطر الظلم والتصدي لمحاولة تشويه الإسلام والمسلمين.
ودعا البلاغ شباب الأمة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وهدي سلف الأمة واجتناب الفتن وموارد الفرقة والنزاع والنأي عن الإفراط والتفريط وتعظيم الحرمات وصون الدماء ورعاية مصالح الأمة الكبرى و"الثقة بالعلماء الربانيين الراسخين والرجوع إليهم والاعتصام بما يبصرون به من أحكام الدين والحذر من الأدعياء وتجاسرهم على الفتيا في قضايا الأمة العليا".
وطالبوا الشباب بالتفقه في الدين وترسيخ الإيمان والالتزام بالشرع والنظر في تحقيق المقاصد والموازنة بين المصالح والمفاسد وعدم الاغترار بالشعارات البراقة التي ترفعها بعض الجهات بغير سند من كتاب ولا سنة وترشيد العاطفة والحماس بالنظر في المآلات وتقديم الأولويات وفقه الواقع والتحلي بالصبر والأناة في الإصلاح والتدرج في بلوغ الأهداف ومراعاة سنن الله في التغيير وسلوك الطرق المشروعة في ذلك واستلهام الدروس والعبر من التجارب الماضية.
ونبه (البلاغ) دول العالم أجمع ومؤسساته وشعوبه بأن "التطرف ظاهرة عالمية والإرهاب لا دين له ولا وطن واتهام الإسلام به ظلم وزور تدحضه نصوص القرآن القطعية بتنزله رحمة للعالمين ومحاربته للظلم بجميع صوره وأشكاله".
وشددوا على أن التطرف غير الديني من أهم أسباب الإرهاب لأنه يستجلب العنف المضاد وأن "القيم الإنسانية مشترك فطري ولا يقبل تزييفها أو تزويرها بما يفرغها من مضمونها".
وأكدوا أن "محاربة الإرهاب والتطرف الديني لا تكون بالصراع مع الإسلام والترويج للاسلاموفوبيا بل بالتعاون مع الدول الإسلامية وعلمائها ومؤسساتها وأن الحرية بضوابطها قيمة أعلى الإسلام من شأنها وربطها بقيمة المسؤولية فلا تكون مسوغاً لالإساءة للآخرين والطعن في الرموز والمقدسات الدينية".
وقال (البلاغ) "إننا نعيش جميعا في عالم واحد تتعايش فيه مجتمعاتنا يتأثر كله بما يموج في جنباته وهو ما يحتم شراكتنا في بناء الحضارة الإنسانية والسعي في تحقيق مصالحنا المتبادلة".
وأضاف "إن التواصل والحوار بين الناس لتحقيق التعارف ضرورة إنسانية دون استعلاء طرف وذوبان آخر وأن التسامح بين الشعوب فيما وقع خلال التاريخ من مثالب وأخطاء مطلوب دون تهاون في الحقوق ونسيان للدروس الإيجابية".
وأشار العلماء في بلاغهم إلى أن إقامة العدل الناجز واجبة في ظل وحدة معيار واستقامة ميزان داعين إلى التعاون في المشتركات الحضارية الإنسانية وتجنب الإساءة إلى الآخر ورفع العدوان والظلم والاحتلال والهيمنة ورد الحقوق المستباحة إلى أصحابها وأن يكون الجميع "على قدر شرف الكرامة الإنسانية التي من الله بها علينا".
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: