الدكتور غسان شحرور ، يكتب : في الذكرى الخامسة عشر لاتفاقية حظر الألغام .. انجازات وتحديات
الدكتور غسان شحرور ، يكتب : في الذكرى الخامسة عشر لاتفاقية حظر الألغام .. انجازات وتحديات
الوطن العربى اليومية -
يصادف الأول من شهر آذار/مارس 2014 الذكرى الخامسة عشر لدخول اتفاقية أوتاوا حيز التنفيذ، هذه الاتفاقية التي تحظر استخدام وتصنيع وتجارة ونقل الألغام المضادة للأفراد ، وتلتزم بمساعدة الناجين وتأهيلهم ودمجهم، وفي هذه المناسبة تقام فعاليات في وسائل الإعلام المختلفة في نحو 50 دولة لتجديد الدعوة لبذل المزيد من الجهود لتحقيق عالم خال من الألغام.
لقد حققت هذه الاتفاقية الكثير على طريق مكافحة الألغام، هذا السلاح غير الإنساني الذي لايميز بين المحاربين، والمدنيين الأبرياء، ويبقى عقودا طويلة يبعث الموت والرعب في مناطق تواجده، نعم، حققت الاتفاقية الكثير من الإنجازات كتطهير الأراضي الملوثة، ومساعدة الضحايا، وأدت إلى تراجع كبير في استخدام هذه الألغام والاتجار بها، لكن الكثير من الناس والمجتمعات لا تزال متضررة بحقول الألغام، ويعيش الكثير من الناجين من الألغام حياة صعبة وقاسية.
لقد قدمت هذه الاتفاقية مثالا جلياً عما يمكن أن تحققه الحكومات والمجتمع المدني معاُ لاجتثاث هذه الأسلحة غير الإنسانية، وبفضل هذه الجهود أمكن التوصل إلى هذه الاتفاقية التي بلغ عدد الدول المنضمة إليها (161) دولة في مطلع هذا العام 2014، وهكذا ارتبط هذا السلاح بوصمة جعلت معظم دول العالم حتى الغير المنضمة للاتفاقية تمتنع عن استخدام الألغام المضادة للأفراد.
يبقى حتى الآن في العالم نحو 70 مليون لغم، أكثر من ثلثهم لا يزال جاثما في الأرض العربية مثل العراق، ولبنان، ومصر، وسورية، واليمن، والسودان، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا والجزائر. تبعث هذه الألغام وباقي مخلفات الحروب الموت والرعب في المناطق المتضررة، وتعيق التنمية بكافة جوانبها.
من المؤلم أن نرى خلال السنوات القليلة الماضية عودة استخدام الألغام في سورية، واليمن، وجنوب السودان الأمر الذي ألحق الأذى في صفوف المدنيين الأبرياء، وتسبب ذلك بإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي.
يكتسب هذا العام أهمية خاصة في تاريخ هذه الاتفاقية بسبب انعقاد المؤتمر الثالث لمراجعتها في مابوتو عاصمة موزمبيق، خلال الفترة 23-27 من يونية/حزيران، هذه الدولة التي عانت كثيراً من ويلات الألغام ومخلفات الحروب لكنها كانت من أوائل الدول التي دعت إلى سن هذه الاتفاقية والإنضمام إليها، واستطاعت تحقيق إنجازات مدهشة على طريق تطهير كامل أراضيها، وكذلك في تدمير مخزونها، بالإضافة إلى تطبيق برامج دعم ضحايا الألغام وتأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم المحلية.
في هذه المناسبة، لايسعني إلا أن أدعو جميع حكومات العالم إلى الانضمام إلى هذه الاتفاقية التي تسعى إلى طي صفحة هذا السلاح الذي طالما اتسم بالوحشية، وسبب الكثير من الويلات في حياة المدنيين الأبرياء.
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: