علاء الدين سعيد ، يكتب : فى ذكرى أبى الحبيب ، رحمة الله عليه ..
![]() |
المرحوم عبدالله سعيد |
يقول الله تعالى فى محكم كتابه الكريم و هو أصدق القائلين سبحانه : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)..
صدق الله العظيم
فى مثل هذا اليوم - 13 يناير - و فى تمام مثل هذه الساعة منذ ثمان سنوات كان رحيلك عن دنيانا الفانية يا أبانا الحبيب .. كانت فجيعتنا ، فلم نكن
نبرحك حتى و إن كنا بعيدين جسديا فى أوقات متفاوتة ، و لم نكُ أبدا نستلهم كما الهمتنا الكثير من خصالك الطيبة و قدرتك الابداعية الخلاقة و إرادتك الفولاذية وثقتك بالله فى خلق الإبداع و تحقيق النجاح و السمو الفكرى و سعة الأفق .
كنت أبا حقيقيا بما تحمله الكلمة من معانٍ قد لايدركها الأبناء حيناً إلا بعد حينٍ من أبوتهم هم لبنيهم و إن كنا أدركناها - إخوتى و أنا - شدة و ليناً .. عزماً و أملاًً .. عقلاً و قلباً .. حُنُوَّاً و منطقاً و حياة كاملة كان يشار اليك فيها بالبنان بين الآباء و يشار لنا بالحظوة بين أقراننا و ذوينا بأبٍ مبدع متميز و شخصية عامة محترمة موقرة مرموقة ترفع بها هاماتنا اعتزازا و فخرا بك وقد تربينا فى هذه العوامل المحفزة الدافعة إلى مزيد من النجاح و التفوق و الاتزان و المرح فى الحياة بك .. تربينا على الاهتمام بالمعانى أكثر من اتباع الماديات و الملموسات .. ربيت فينا المشاعر المرهفة و العقل الراجح .. ربيت فينا وحدة القرار متبوعا بالمشورة الوافية .. ربيت فينا الرؤية المستقبلية و احتمالات الأمور و إن لم نتقن نحن - أبناءك - فنها أحيانا و أحيانا عديدة فلا زلنا فى حاجة اليك و لا زلنا نتوق الى لقاءك و أمنا الحبيبة التى سبقتك بسبع سنين رحمة الله عليها و كذلك أصغر أشقاءنا مصطفى رحمة الله عليه الذى لحقكما منذ أربع سنوات ، و إنى من المنتظرين الشغوفين للقاءكم بكل لهفة و حنين.. رحمة الله عليكم جميعا رحمة واسعة لا تنتهى أبدا و لا تفتر حينا فرحمة الله أكبر و أوسع و أشمل سبحانه .
أسطر كلماتى الآن محاولا إيجازها لأنى حتى لو أطلت لما أحطت بالقليل من سماتك و صفاتك المميزة التى رفعت بها هاماتنا و كرامتنا و علمتنا بها معنى الوطنية الحقيقية و شرف الأنتماء للوطن مصر و العروبة و الاعتزاز بهويتنا الوطنية و الدينية بلا تفريط فى معانى السماحة و الإخوة بيننا و بين غيرنا من أقراننا و جيراننا دون تمييز بالدين أو الجنس أو اللون أو مستوى الرفاه المادى .. علمتنا أن الحياة معنى و مبنى ، لكن المبنى إلى زوال ليبقى مفهوم و جمال المعنى و من ثم الحياة بعد الرحيل .
لقد قصرت فى حقك والدى فيم كتبت هنا الآن فلم أُحِط بما تستحق و لم أَفِ قدرك رِفعَتَهُ و مكانتك و لازال الكثير يقال .. لكنى هنا أدعو الله عز و جل رافعا و إخوتى أكُفَّ الضراعة اليه سبحانه داعين إياه :
اللهم ارحم أبانا و أمنا و أخينا رحمة واسعة وتغمدهم جميعا برحمتك , اللهم أرحمهم فوق الأرض بسيرتهم و مسيرتهم بين الناس و ارحمهم تحت الأرض ويوم العرض عليك .
اللهم قِهم عذابك يوم تبعث عبادك , اللهم أنزل نورا من نورك عليهم , اللهم
نور لهم قبورهم ووسّع مداخلهم وآنس اللهم وحشتهم , اللهم وأرحم غربتهم يا رب العالمين و ارحم شيبة أبوينا و ضعف أخينا , اللهم وأجعل قبورهم رياضاَ من رياض الجنه لاحفرا من حفر النار و العياذ بالله أن تكون كذلك , اللهم اغفر لهم وارحمهم واعف عنهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا .
اللهم يا أرحم الراحمين يا كريم يا الله .. إن كانوا عندك محسنين فزد في حسناتهم وإن كانوا عندك دون هذا فتجاوز اللهم عن إساءتهم وافتح اللهم أبواب السماء لأرواحهم وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم هؤلاء عبادك خرجوا من روح الدنيا وسعتها ومحبيهم وأحباءهم فيها إلي ظلمة القبر وماهم ملاقوه , كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت أعلم بهم , اللهم يَمّن كتاب كل منهم , وهون حسابه , ولين ترابه , وألهمه حسن جوابه , وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه..اللهم آمين يا رب العالمين يا سميع يا مجيب الدعاء ..
اللهم و أنت القادر دوما ، إجعلنا الولد الصالح الذى يدعو له يا رب العالمين و من ذريتنا .. اللهم آمين .
نسألكم الفاتحة على روحه الطاهرة جزاكم الله كل الخير ..
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: