الدكتور حسين الكاشف ، يكتب : التكنولوجيات الحديثة صانعة الحضارات .. هى احدى عوامل الفناء
الدكتور حسين الكاشف ، يكتب : التكنولوجيات الحديثة صانعة الحضارات
.. هى احدى عوامل الفناء
.. هى احدى عوامل الفناء
الوطن العربى اليومية -
الحضارة هى تاريخ يحكى عن حياة وتقاليد وعادات وثقافة أمة من الأمم أو مجموعة من البشر يعيشون فى منطقة إزدهرت فيها الأنشطة وتعددت الأعمال التى كانت وقتها تعتبر خوارق ومعجزات. . إن الحضارة تعيش فى زمانها فوق الأرض وعندما تتهاوى وتزول تصبح أثرا من حفريات وعاديات مدفونة تحت الأرض.. إن الحضارات التى سادت العالم ثم بادت قد تواجدت فى مواقع كثيرة على الكرة الأرضية.... وقد تتزامن الحضارات كحضارة فارس والرومان فى العصور القديمة وحضارة الإسلام والصين فى العصور الوسطى وحضارة أوروبا واليابان وأمريكا فى زماننا الحالى. . والحضارات التى لا تتزامن لابد أن تكون متصلة فكل حضارة تنشأ ... تخلف ورائها حضارة قد إندثرت وأصبحت ذكرى مع التاريخ. كل الحضارات التى قامت على الكرة الأرضية تركت من ورائها ما يعبر عن ذاتها خلال حقبة من الزمان فالحضارات العظيمة تستمر محفورة فى ذاكرة التاريخ حتى ولو زالت أو تحطمت دعائمها. ورغم زوال هذه الحضارات إلا أنه يبقى منها من الآثار التى نتعرف من خلالها على حجم هذه الحضارة وإتساع مساحتها وقوتها لتعطينا فيضا من المعلومات عن سلوك وعادات وتقاليد وإنجازات حققتها شعوب وأمم قد خلت ولكنهم تركوا لمن يأتى من بعدهم خبرتهم وذكرياتهم وثقافتهم وتقدمهم لتكون نواة لحضارة لاحقة.
خلال فترة من الزمان تنشأ حضارة يتم فيها إختراعات وإكتشافات وإنتقال من مستوى أقل إلى مستوى أعلا .. وهذه الإكتشافات والإختراعات لم تأتى فجأة ولكنها كانت نتيجة لتعاون بين مختلف الثقافات والأفكار وتبادل العلم والخبرة والمعرفة بين أبناء المجتمع الذين يرجع إليهم الفضل فى قيام نظام حضارى يعطى الفرصة لأفراد المجتمع للإرتقاء بمستواهم وتغيير حياتهم إلى الأحسن. إن الحضارات سواء كانت البائدة أو السائدة أو القادمة ما هى إلا نتاج لتراكمات متزايدة من الخبرة والافكار التى أدت إلى تعدد الأنشطة الثقافية والمعمارية والزراعية والفنية. هذه الانشطه قد أثرت فى العادات والتقاليد والتراث الدينى والإجتماعى الذى ينتقل من شعب إلى شعب آخر .. إما طوعا أو كراهية فى زمن السلم او .. بالغزو وإحتلال الأراضى والشعوب.
على مدى التاريخ سواء إنتقلت الحضارة من امة إلى امة أخرى أو ظلت بعض الشعوب تعيش فى ظل حضاراتها لفترات طويلة لعشرات الدهور وآلاف السنين .. إلا أنه سوف تظل جميع الحضارات ميراثا للإنسانية يمكن من خلالها التعرف على أمم وشعوب وقبائل قد عاشت فى الماضى وكانوا هم الذين فتحوا الطريق لمن جاؤا من بعدهم للإستفادة من تاريخهم وحضارتهم. إن تاريخ هذه الحضارات والتعرف على أزمانها الغائرة فى القدم تكون دائما مدفونة فى قلب التاريخ حتى يتم إكتشافها والتعرف على مدى تقدمها ومستواها الاجتماعى والثقافى لتنشأ من بقاياها حضارة أكثر رقيا وإزدهارا. إن هذه الحضارات يمكن أن تعطينا كثيرا من المعلومات عن أصل الإنسان وتطوره وكذلك بداية نشأة الحياة على الأرض وما حدث لها من صعود وهبوط وتقلبات وكوارث على مدى العمر الزمنى لهذه الحضارات. ويفترض العلماء أنه منذ أكثر من 60 مليون سنة إصطدم بالأرض مذنب فى بلاد المكسيك ونتج عن ذلك تدميرا شديدا للأرض وظهرت سحابة من التراب حجبت الشمس عن الأرض لمدة تزيد عن 6 أشهر مما نتج عنه موت معظم النباتات والحيوانات. كما أنه فى العصر الجليدى إجتاحت الكرة الأرضية عاصفة جليدية وذلك منذ 11 ألف سنة تقريبا ... فقضت على معظم الأحياء وهكذا فإن عوامل الإبادة والفناء هى أصلا موجودة فى الطبيعة. إلا أن الحضارات وما ينشأ عنها من تكنولوجيات متطورة قد تجعل العالم مرشحا للوقوع فى دائرة الإبادة والفناء بسبب ما استحدثته التكنولوجيا من أسلحة الدمار الشامل سواء كانت أسلحة بيولوجية أو كيميائية أو ذرية. وأخيرا أصبحت تكنولوجيا النانو وتكنولوجيا الاستنساخ وتكنولوجيا الهندسه الوراثية حقيقة نعيشها فى عصرنا الحديث حيث الاحتمال معها يتزايد لتكون هذه التكنولوجيات سببا فى فناء العالم وتدميره إذا ما تم التوسع فى تطبيقاتها وتطوير فاعليتها. فى المقالة القادمة سوف نستكمل الحديث عن الاثار المدمرة التى اوجدتها تكنولوجيات الحضارة الحديثة بما لها من خطورة بالغة على تدمير الحياة على الارض وفناء البشرية بسبب الحضارة والتقدم التكنولوجى.
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:


