اﻻستاذ محمد إقبال حرب ، يكتب : وهلة ..
اﻻستاذ محمد إقبال حرب ، يكتب : وهلة ..
في عصر التردي يحلو التغني بمجد العابرين.
وفي عهد الإنحطاط المستمر تُحلَّل أحلام الإنعتاق.
لوهلة ظننت بأن العبودية إرث يجب علينا تقديسه لما برع فيه القادة من تحسين أغلاله والعمل على إبقاء سُعار سطوته قاتلا حارقا... مغريا لعشاق المذلة.
ولوهلة أخرى تأكدت من "إيمان" الذين يحجون للبيت الأبيض عوضا عن الأسود طلبا لمَدد لا ينتهي استجابة لقرابين الذل التي يبذلونها مع شروق كل شمس واندحارها في ظلمات أفكارهم.
لكن الرجل العتيق الذي لم يترك شجرة الزيتون مذ كانت الأرض وطنا قال لي بأن الوهلة الكبرى لم تعصف زوابعها بعد. وبأن إعصارا جارفا سيغسل الأمة من دنس الذل والعبودية بعد أن يغسل قلوب "المؤمنين" عواصف وزمهريرا.
وهلة طال انتظارها بين أضغاث أحلام زينت أمسيات سجوننا بأنياب وسياط أقلها شيطان رجيم. وهلة نخافها أن تكون خيبة أمل أخرى في مسيرة التراجع الواهي.
قلت له: لن تأتي... أخاف أن يسرقني الحلم من عبوديتي.
أجاب: من قال إنها لن تأتي؟
لكنها لن تأتي قبل تقديم القرابين.
لا بد من أن تضيء شموع قلبك قربانا في دهاليز الجهل والتردي بعد أن تتخلص من الكراهية والأنانية وحب الخيانة الموروث. ولا بد أن تروي الأرض عرق العطاء ودموع الكبرياء, لا بد أن تكون أهلا للبقاء حتى تستشعر وهلة البعث.
وهلة الحياة كيوم الحشر ثورة عاتية تزلزل الأرض ومن عليها فيسقط من الأبراج أصحابها ويُسحق عشاقها تحت ركام الاستبداد المحطم. إن أعاصير الثورة الحق لا تنبع إلا من قلوب صادقة تعشق الحرية وأبناء الوطن الواحد. أما الأعاصير المزيفة المستوردة فما هي إلا زوابع شر تقض مضاجع الضعفاء.
صرخة الحرية مزلزلة يا بني, ستدمر كل شيء...كل شيء إلا من كان صامدا عند كعب زيتونة أو معفرا بتراب الأرض ... الأرض لا تبتسم إلا للشرفاء.
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: