حسين مرسى ، يكتب : حب الوطن فرض علينا .. وهم لأ
حسين مرسى ، يكتب : حب الوطن فرض علينا .. وهم لأ ..
الذين يتحدثون عن حب الوطن والوطنية ويصدعون رؤوسنا بكلمات العشق والهيام فى حب مصر ليل نهار ولايتركون فضائية تدفع لهم ولا صحيفة ولا ندوة ولا صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي إلا ويطاردون المصريين بحديثهم عن مصلحة مصر وحب مصر والوطن الذي يجب على الجميع أن يدفع الثمن حتى يعيش الوطن وأننا يجب أن نموت لتحيا مصر .. هؤلاء المستفيدون هم بكل صراحة سبب وكستنا وسبب خيبة مصر القوية .. ومصر القوية هنا ليست حزب أبو الفتوح الذي مازال يطلق قذائفه لتنهار مصر القوية على يديه .. ولكن مصر المقصودة هنا هي الوطن الذي يعيش الآن أشد مراحل السقوط على أيدي بعض أبنائه للأسف ..
فعندما يخرج علينا لاعب الكرة الشهير ليتحدث عن ضرورة التكاتف والعمل لإنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية
ثم تخرج علينا الراقصة اللولبية بنفس السيناريو لتتحدث عن أزمة مصر الاقتصادية وتدعو المصريين للتبرع لسداد ديون مصر فى الوقت الذي تقول فيه إنها تملك أموالا لو وقفت فوقها هتشوف زيمبابوي – حسب ما صرحت به منذ سنوات
ثم يخرج علينا الفنان المشهور ليردد نفس الكلام الخايب عن التبرع لسداد ديون مصر . أو لمساندة مصر فى أزمتها الاقتصادية التى جعلت مصر على وشك الانهيار
ثم نجد الإعلامي اللامع الذي يحصل على الملايين مقابل برامج يقدمها لينشر الفتن ويبث الفرقة بين المصريين ويحرض على العنف ضد الشرطة والجيش
عندما نجد كل هؤلاء وغيرهم ممن جمعوا الملايين من دم الشعب المصري سواء من رجال الأعمال أو من لاعبي الكرة و من تحول منهم إلى إعلاميين بالصدفة بعد أن ملأوا جيوبهم من الكرة ليستمروا فى جمع الملايين من الفضائيات بنفس المنطق ..أو الراقصات والفنانين الذين جمعوا المليارات وليس الملايين من دم الشعب المصري .. كل هؤلاء وغيرهم كانوا يستطيعون بكل بساطة أن يخرجوا بمصر من أزمتها الاقتصادية بكل سهولة ليس الآن فقط ولكن فى كل العصور السابقة
أتذكر أحد لاعبي الكرة الذين حصلوا من مصر على كل ما يتمنى شاب صغير أن يحصل عليه أو حتى على جزء منه .. هذا اللاعب الأشهر أعلن أنه لن يستمر فى مصر بعد الثورة لأن الوضع أصبح سيئا بسبب توقف مباريات الدوري لأن الدخل توقف .. ونسي هذا اللاعب أنه جمع الملايين من هذا البلد الذي حوله من طبقة العاطلين إلى طبقة النجوم الأثرياء وبمجرد أن وقع هذا البلد فى أزمة اقتصادية نتيجة الربيع العربي قرر أن يترك البلد ويذهب ليحترف فى الخارج ليستمر فى جمع الملايين على جثة الوطن
هذا النموذج ليس مجرد نموذج ولكنه مثال حي لنماذج كثيرة للأسف تملأ مصر ولا تخجل من الحديث عن الوطنية وحب الوطن فى الوقت الذي تهرب فيه مع أول ازمة ولا تفكر حتى مجرد التفكير فى رد الجميل للبلد الذي صنعم وحولهم من نكرات وتوافه إلى نجوم وأصحاب رصيد فى البنوك بعد أن كانوا يتسولون فى الطرقات
يستطيع هؤلاء لو أرادوا أن ينقذوا مصر من أزمتها الاقتصادية الخانقة التى تمر بها والتى لايدفع ثمنها إلا الفقير أو المواطن العادي الذي لايملك سوى مرتبه والذي يدفع ضرائبه من المنبع فى الوقت الذي يتهرب فيه الكبار من دفع الضرائب وكم من فنان أو لاعب كرة يسقط فى قبضة مباحث التهرب الضريبي وعندما ينتهي به الأمر إما إلى الدفع أو الحبس فيجد نفسه مضطرا إلى الدفع والتصالح
ثم يخرج علينا هؤلاء بالحديث عن المشاركة الشعبية لمصر فى أزمتها الاقتصادية .. والغريب أنه فى النهاية لايساند مصر سوى الفقراء والبسطاء من الشعب المصري فى الوقت الذي يكتفي فيه الكبار والراقصة التى ترى زيمبابوي من فوق تلال الفلوس .. يكتفون بالحديث عن الوطنية وحب الوطن والهيام في حب مصر ولا يخرج أحدهم جنيها ليساهم به فى حل أزمة مصر الاقتصادية
ولو أن هؤلاء جميعا توافقوا على مساندة مصر وجمعوا فيما بينهم ما يمكن لكل منهم أن يدفعه مقابل ما حصل عليه من مصر طوال حياته لانتهت ازمة مصر الاقتصادية ولكنها دائما تنتهي فى كل مرة فوق رأس المواطن الغلبان المطحون الذي يدفع ضرائبه بانتظام فى الوقت الذي يعيش فيه هؤلاء فى قصورهم منعمين فى كل الأحوال لأنهم ببساطة هم المستفيدون دائما وأبدا..
نصيحة لهؤلاء .. دعوا مصر للمصريين ولاتصدعونا بحديثكم عن الوطن والوطنية فللوطن أهله وناسه الذين يعرفون قيمته ويموتون في سبيله ولا يهربون مع أول أزمة وهم أيضا لايظهرون على الفضائيات ولا فى الصحف ليتحدثوا عن الضرورة والواجب فهم يعملون فى صمت ويحبون بلدهم فى صمت ويتركون الشعارات الكاذبة لأصحابها ومروجيها فهم أولى بها
أنتم لاتمثلون مصر ولا أهل مصر البسطاء فاتركوا المصريين لحالهم وانعموا أنتم بثرواتكم التى جمعتموها من دم المصريين وارحمونا بقى .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: