الجزائر : النتائج الأولية تمنحه فوزا عريضا و عهدة رابعة لبوتفليقة
الجزائر : النتائج الأولية تمنحه فوزا عريضا و عهدة رابعة لبوتفليقة
طغى على الاقتراع الرئاسي التعددي الخامس مشهد رئيس مقعد اضطرته حالته الصحية السيئة إلى الاستعانة بشخص ليضع ورقة التصويت في الصندوق. وميّز الحدث، أيضا، ”هروب جماعي” لمراقبين محسوبين على المترشح علي بن فليس في عشرات مراكز التصويت، على عكس توقعاته هو شخصيا عندما تحدث عن 60 ألف مراقب! وأوضحت أولى النتائج الجزئية لفرز الأصوات أن بوتفليقة يتقدم على بقية المترشحين، وبفارق كبير.
بعثت صور بوتفليقة وهو فوق كرسي متحرك داخل مركز الانتخاب، من جديد، المخاوف من مستقبل مجهول، فقد أثبتت بأن الرئيس لن يكون بمقدوره ممارسة مهامه بشكل كامل. وأثار المشهد نفسه الشفقة لدى قطاع واسع من الجزائريين، ممن كانوا يتمنون أن يركن رئيسهم إلى الراحة، وهو وضع طبيعي لأي رجل مسن مصاب في دماغه بجلطة. فهل سيستمر بوتفليقة على نهج تسيير البلاد بالوكالة مدة 5 سنوات أخرى، إذا تم التجديد له، وكل الدلائل أشارت أمس بأن التجديد قائم لا محالة؟ وهل سيبقي الرئيس على تصميمه بأن يتخذ بلدا بشعبه رهينة لهاجس التمسك بالحكم، حتى لو كان ذلك مكلّفا للأجيال المقبلة؟
وأعطت معدلات التصويت، التي قدّمها وزير الداخلية في الصباح وبعد الظهر وفي المساء، مؤشرات بأن نسبة التصويت العامة ليست في مستوى طموح السلطة، وبعيدة عن النسبة المسجلة في استحقاق 2009. وإذا نزلت النسبة إلى أقل من 50 بالمائة، فسيكون اقتراع 17 أفريل 2014 مشوبا بنقيصة كبيرة، وسيجرّ الرئيس الذي سيفرزه الصندوق عقدة الشرعية لمدة خمس سنوات. وهو وضع عاشه بوتفليقة بعد انتخابات 1999، ولكن بشكل آخر، عندما خاض المنافسة بمفرده بعد انسحاب المترشحين الستة، وسعى الرئيس إلى استدراك ”الشرعية المنقوصة” في استفتاء الوئام المدني الذي نظمه في العام نفسه.
وكما جرت العادة في كل المواعيد الانتخابية، فإن أكثر نسب المشاركة ضعفا سجلت في العاصمة وولايات القبائل، وكانت مرتفعة بشكل لافت في الولايات الداخلية. عكس ذلك، ذكرت أحزاب المعارضة، ضمن تنسيقية المقاطعين، بأن الأرقام التي عرضها الوزير الطيب بلعيز ليست صحيحة. ففي حركة مجتمع السلم يعتقد بأن نسبة التصـــــــــــويت لم تــــــتعد 10 بالمائة في حدود الســــــــاعة الثانية ظهرا. ولايوجد شك لدى دعاة المقاطعة بأن السلطات عازمة على تضخيم نسبة التصويت.
وأكثر ما لفت الانتباه في الظروف التي أحاطت بترشح علي بن فليس هو ”الانسحاب الجماعي” للمراقبين الذين كان يعوَّل عليهم في إفشال خطة محتملة للتزوير، من جانب الجماعة المحسوبة على بوتفليقة. ولوحظت هذه ”الظاهرة” في عدة ولايات.. في المدية وعين الدفلى وأرزيو بوهران، ما ضرب في الصميم التفاؤل المفرط في أوساط أنصار بن فليس في نهاية الحملة الانتخابية، حينما جرى الحديث عن ”حضور الملايين” في تجمعاته.
وأعدّ أنصار بوتفليقة العدّة للاحتفال بالفوز، ساعات قليلة قبل إسدال الستار على التصويت. ففي ”الجهاز” بأعالي العاصمة شوهد قياديو ومناضلو جبهة التحرير الوطني داخل سيارات يستعدون للانطلاق في الشوارع والأحياء، تعبيرا عن السعادة بالانتصار. وألبست عشرات السيارات ببورتريه الرئيس المترشح والعلم الوطني، بمقري تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، وفي الفيلات والمقرات التي احتضنت مداومات بوتفليقة، إيذانا بالاحتفال. وتم تحضير الألعاب النارية، وجهّزت ”الموائد الكريمة” في مطاعم العاصمة وبيوت الموالين للرئيس، دعي إليها الآلاف ممن تنافسوا على خدمة الرئيس وحاشيته.
وأظهرت نتائج الفرز الجزئية في الولايات، بعد نهاية التصويت، بأن بوتفليقة يتجه إلى الفوز بعهدة رابعة. ففي بعض المراكز بولايات المسيلة وسطيف وقسنطينة وتبسة وتلمسان وبلعباس ووهران وتيزي وزو ومستغانم وتيبازة والبويرة وورڤلة والجلفة حلّ بوتفليقة على رأس الترتيب في غالبية مراكز الانتخاب، بعيدا جدا عن علي بن فليس، الذي جاء في المركز الثاني. وفي بعض المراكز حلّت لويزة حنون في المركز الثالث، وفي أخــــــــرى كانت المرتبة نفسها من نصيب عبد العزيز بلعيد، أما موسى تواتي وفوزي رباعين فجاءا في المراتب الدنيا.
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code:


