الأستاذ الدكتور حسين الكاشف ، يكتب : ماذا تريد سيناء فى عيد تحريرها ؟..
إن ما يحدث فى كل ارجاء سيناء من شرقها وشمالها وجنوبها لم يعد لغزا يحتاج الى تفسير فكل شىء اصبح واضحا ومفهوما اسبابه ودوافعه ولا يحتاج الى إجتهاد لا من السلطة ولا من الشعب للكشف عنه وازاحة الستار عن اسبابة. إن ابناء سيناء يعلمون اكثر من المسؤلين السابقين والحاليين ان الانفلات الامنى فى سيناء لم يبدأ فقط منذ تفجيرات طابا بل قبلها حينما كانت الشرطة تقسوا فى معاملة ابناء سيناء وتودعهم السجون والمعتقلات ظلما وعدوانا بتلفيق القضايا والصاق التهم بالابرياء من ابناء سيناء الامر الذى ولد شعورا بالعداء لافراد الشرطة الذين كانوا يعاملونهم كمواطنين من الدرجة الرابعة او الخامسة فكانت تمتهن كرامتهم وتهان ادميتهم داخل اقسام الشرطه بلا إنسانية او رحمة. لقد مات داخل اقسام الشرطة العشرات من التعذيب والقهر الذى كانت تسلكه الشرطة كمنهاج او اسلوب للحصول على المعلومة من هؤلاء الاسرى الذىن كانت الشرطة تختطفهم وهم لم يرتكبوا ذنبا او إثما دون ان يعرف اهاليهم اين هم .. ولا فى اى مكان يتواجدون. وازداد العنف ضد ابناء سيناء وبلغ ذروته بعد التفجيرات التى لم يشترك فيها اى من ابناء سيناء لامن البدو ولا من سكان المدن ولكن كانت تدبرها اجهزة امن الدولة لعجزها وتقصيرها فى اداء مهامها تجاه الارهابين الذين يمارسون نشاطهم اليوم بكل كفاءة واقتدار. لقد كانوا اقوى من الشرطة فقتلوا المئات من رجال البوليس ولم يتعرضوا للمواطنين وعجزت الشرطة عن الكشف عنهم او القاء القبض عليهم. ومقابل هذا العجز الواضح فى مجابهة الارهابيين من الجماعات المسلحة لم يجد جهاز امن الدولة سابقا الا ان يفتعل احداثا يعاقب عليها القانون ويلصقها بأبناء سيناء وهم منها ابرياء ويتخذ ذلك ذريعة للقبض على بعض الاشخاص عشوائيا وملاحقه اسرهم وإعتقال شقيقاتهم وامهاتم للضغط عليهم إجبارا بالاعتراف بجريمة لم يرتكبوها وهذا ليس بكلام مفترى ولكنها الحقيقة التى عاشها الاف من ابناء الاسر البريئة وهم عليها شهود. ولو ان الامر لايحتاج الى شهود لأن مانشر فى الصحف القومية وايضا على ماتردد من اقوال بعض الشهود فى احداث العنف التى تم الاعتداء فيها على بعض دور العبادة من الكنائس والمساجد فى الاسكندرية والجيزة وصعيد مصر ليؤكد الحقيقة التى لايمكن انكارها. وترردت انباء وقتها ان هذه العمليات قد تمت بتدبير من وزير الداخلية حبيب العادلى لخلافات بين رجال الاعمال اللصوص فى نزاع على اراضى ومنشأت يمتلكوها فى طابا وساحل البحر الاحمر وكانت النتيجة ان راح ضحيتها العشرات من اخواننا المسيحيين والمسلمين على حد سواء ورحلوا عن الدنيا بلا ذنب او خطيئة. وقد استكملت وزارة الداخلية دورها فى هذه المسرحية بإلقاء القبض على مئات المواطنين الابرياء من أبناء سيناء الشرفاء (رجال ونساء وشيوخ واطفال ) وحجزتهم فى مقار امن الدولة بالعريش ومارست معهم ابشع وسائل التعذيب واهانة الكرامة والشرف وامتهان الحقوق الادمية والتنكيل بأبائهم وامهاتهم دون ذنب ارتكبوه من قريب او بعيد فى عمليات التفجير المزعومه. فقد ثبت ان الذى ارتكب هذه الاعمال هم عصابة وزير الداخلية المعزول والمتهم بقتل الابرياء ... وكلهم ليس له دور فيما حدث وان تفجيرات طابا تمت بأوامر من جهات عليا فى الدوله تماما كما جرى من احداث اثناء ثورة 25 يناير الخالدة وقتل المئات وجرح الالاف من المواطنين. إن الحقيقة والمشاهدة تقول لنا من وراء هذا القتل والتعذيب ومن وراء هذه التفجيرات التى تمت فى سيناء قبل ثورة 25 يناير. لقد مارست الشرطة والامن فى سيناء فى الماضى اعمالا مخذية ومشينة ... فكانت اجهزة الامن تؤلب المواطنين على بعضهم البعض وتستعديهم ضدها وضد بعضهم البعض ومارست اقسام الشرطة سياسة نصرة الظالم على المظلوم فضاعت حقوق المواطنين واستخدمت اجهزة الامن بعض البلطجية والشبيحة من ضعاف النفوس ليكونوا عيونا لها. فكانوا يعيثون فسادا فى سيناء وشكلوا عصابات تسرق ممتلكات المواطنين (سيارات اراضى محال تجارية) بل اكثر من ذلك كانت هذه العصابات التى تعمل تحت حماية اجهزة الامن وكان ينال بعض رجال الامن المنحرفين منهم نصيبا من حصيلة نشاطهم الاجرامي و كانوا يقتسمون معهم حصيلة ما قاموا بنهبه وسرقته ... كل حسب مقامه ورتبته فى وزارة الداخايه الفاسده ... بدأ من مساعد الوزير عدلى فايد الى امين الشرطه الذى يحرر المحاضر ويتقاضى الرشاوى. الخلاصة ان وزارة الداخلية قبل الثورة استخدمت كل مالديها من امكانات وخبرة لافساد المجتمع السيناوى وقد نجحت فى ذلك وكان هذا النجاح هو الذى اجج روح العداء والكراهية لمسؤلى الامن فى شمال سينا. ان حرمان ابناء سيناء من حقوقهم فى المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة وتجاهل حقهم فى تملك اراضيهم وتضييق الحال عليم وتهميشهم وفرض قيود امنية صارمة جعلت كل ابناء سيناء يكرهون البوليس ويمتنعون عن الذهاب الى اقسام الشرطه لآن كرامتهم فيها كانت تمتهن وتهان. ان كثرة من ابناء سيناء وهم يعدون بالآف يكرهون الشرطه كراهية عدائيه لآنهم كانوا يحتجزونهم فى اروقة امن الدولة ومراكز الاعتقال وعوملوا كمجرمين وهم شرفاء وابرياء....لذلك عندما انهارت المنظومة الامنية الفاسدة كان اول عمل قام به المظلومون الذين عذبتهم اجهزة امن الدولة هو تفجير ونسف مقار امن الدولة فى اكثر من موقع فى سيناء ولقد قاموا بهذا العمل وفى إعتقادهم انه واجب وطنى لتطهير الوطن من بؤر الفساد التى خربت البلاد وامتهنت كرامة العباد وحرمتهم من ابسط حقوقهم للعيش على الارض التى لايمتلكونها فدفعتهم دفعا لحمل السلاح دفاعا عن كرامتهم وارضهم وممتلكاتهم لان الدولة تركت للعصابات الاجرامية كل سيناء لتحكمها وتخلت الدولة تماما عن حل مشاكل المواطنين .. الامر الذى دفع بالمواطنين للإستعانة بشيوخ تلك العصابات لدفع الظلم عنهم وإستعادة حقوقهم التى سلبها الخارجون عن القانون وظلت الدولة عن سيناء غائبة تماما الى ان رحل مرسى وسقط حكم الاخوان وتعهد جيش مصر العظيم بتطهير سيناء وإعادة الامن والامان الى ابنائها واستعادة سيناء لتعود الى حضن الوطن وسوف تعود إنشألله. ان ابناء سيناء ليسوا مخربين ولا خونة ولكنهم مواطنون شرفاء يسعون لتحقيق الامن والامان على ارضهم وهم يطمعون من الحكومة بعد ثورة 30 يونيو ان تستجيب لهم وتحقق مطالبهم فى تملكهم لاراضيهم وحقهم فى المواطنة والحياة الكريمة على ارض سيناء ... ولتضع كل الحكومات الحاليه والحكومات التى ستخلفها نصب اعينها ان امن مصر فى سيناء .. وان حماته هم ابنائها الذين ينتمون اليها جسدا وروحا ودينا. ان ابناء سيناء البواسل والشرفاء هم اشد حرصا وتمسكا بوطنهم ومصريتهم فأعيدوا لهم ما سلب منهم وخففوا عنهم معاناتهم فهم فى الصف الاول للدفاع عن مصر فلا تقتلوا فيهم هذا الاستعداد ولاتتجاهلوا احساسهم بوطنيتهم وساووهم بالمواطنين المصريين فهم حماه الوطن الذين ضحوا وسوف يضحون بكل غال ونفيس من اجل مصرنا العزيزة ... فسيناء ألآن هى فى اشد الحاجة للعودة الى حضن الوطن تعميقا لحقوق المواطنة وطلبا للآمن والامان. ان الامن فى سيناء ورغم مرور اكثرمن 40 شهرا على قيام ثورة 25 يناير مازال منفلتا ويحتاج الى تطبيق القانون وليس الى استخدام قوه البلطجيه. إن سيناء الان فى اشد الحاجة الى محافظ امين ونزيه وصاحب قرار وان يكون معه إدارة امنية قادرة على فرض القانون وتطبيقه لآن عجز الامن وعدم قدرته على حماية حقوق المواطنين تفقده هيبته ويعتبر ذلك مؤشرا بعدم صلاحيته وعليه ان يترك منصبه والطاقم الذى يعاونه لمن هم اقدر منهم على حمايه المواطنين وتطبيق القانون بقوة القانون وليس بقوه البلطجيه والمنحرقين. ان مشكله سيناء ليست فى ابناء سيناء بقدر ماهى فى اسلوب التعامل مع ابناء هذا الاقليم الذى يمثل اهميه كبرى للوطن ويحتاج لادارة شئوته الى قيادات قادرة على ان تتعامل بعقلية مدنيه واعيه وليست عقلية عسكرية صارمه. إن ماكان متبعا فى الماضى يجب ان يتغير وان يشعر المواطنون فى سيناء انهم سواسية فى الحقوق والواجبات كمصريين لهم حق المواطنة والتملك. ان المحنة التى مربها ابناء سيناء جعلتهم اكثر وعيا واكثر حرصا على حقوقهم واكثر حبا للوطن واكثر أستعدادا للحفاظ على مكتسباته فهم اى ابناء سيناء يتوقون بل يشتاقون لمن يحسن إدارة شئونهم والدفاع عن حقوقهم وليس التحكم فى مصيرهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم المشروعه. إن ابناء سيناء يتطلعون الى مستقبل تحل فيه مشاكلهم ومراعاة حقوقهم فى المواطنه والتملك والتنميه فى ظل الحريه والعدل والمساواه ... اننى اوجه حديثى الى السيد المستشار رئيس الحمهورية والى السيد الدكتور رئيس الوزراء وكل وزارء الحكومة ورجالات الدولة ليعلموا ان سيناء فى محنة وان ابناء سيناء قد فاض بهم الكيل وطفح اعيدوا لهم ادميتهم وكرامتهم وحقهم فى تملك اراضيهم لآن النظم السابقة قد حرمتهم منها ولن يكون فى سيناء امن بدون مواطن أمن يكون لديه الفرصة لحياة كريمة يجد فيها غدائه ودوائه وان تتاح الفرصة لابناء سيناء للالتحااق بكل وظائف الدوله وان يتولى الكفء منهم الاعمال القيادية فى الحكومة والايحرموا من الالتحاق بالجيش والشرطه والقضاء والسلك الدبلوماسى لانهم مصريون لهم كل الحقوق التى يتمتع بها اخوانهم فى ارض الوطن. مرة اخرى .. لن يتحقق الامن فى سيناء واهلها محرومون من حقوقهم المشروعة .. فهل تعى الحكومة الحالية خطورة الموقف .. اتمنى ذلك والاتكون كسابقاتها من الحكومات التى حذفت سيناء من خريطة التنمية وحولتها الى ساحة للإقتتال
إن المشكلة الامنية فى سيناء ستنعكس ليس فقط على الاستقرار فى مصر ولكن سيمتد تأثيرها الى الوطن العربى كلة. ولن تحل هذة المشكلة عسكريا ولا امنيا لان ذلك معناة بداية لحرب اهلية شرسة سيدفع شعب مصر فيها ثمنا غاليا ومكلفا اذا استمر تدهور الحالة الامنية فى سيناء ولن يعود الامن والاستقرار بالقتل والتخريب. وعلينا ان نعيد حساباتنا فاذا ارادت الدولة ان تجنب المنطقة صراعات دموية كتلك التى حدثت وتحدث فى لبنان ...والصومال والسودان فعليها ان تعيد التفكير فى كيفية فرض الاستقرار فى سيتاء الذى لن يتحقق بصفة دائمة من خلال العنف واستخدام السلاح وانما يتحقق بالاستقرار والامن عن طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية والدينية والبدأ فورا فى حل المشاكل العاجلة التى تمس حياة المواطنين فى سيناء وتؤرقهم وتؤثر على سلوكياتهم. ولعلى هنا اعرض تصورى المتواضع لانهاء الانفلات الامنى الدامى فى سيناء والذى يمكن اختصارة على عجالة فى النقاط لتالية -1-البدأ فورا فى اصدار قرارات سيادية تعطى لابناء سيتاء حق المواطنة وتملكهم لاراضيهم ومزارعهم 2
اعادة النظر فى الاجراءت الامنية التى نشاهدها على طول الطريق من بعد عبور قناة السويس وحتى رفح المصرية والتى تعطى انطباعا انك فى بلد اجنبى لاتشعر فية بالمساواة بل تشعر بالغضب وعدم الارتياح لما يعانية المسافرين من متاعب وتعطيل ويمكن ان نحافظ على امن الارض والسكان باسلوب حضارى افضل من اطريقة المتبعة الان
3- اعطاء الاولية لتعمير سيناء واستغلال ثرواتها المعدبية والبترولية فى انشاء المصانع والمزارع وتربية الثروة الحيواني والداجنة مع التوسع فى فتح المدارس المهنية والصناعية على اسس تعليمية ناجحة ومفيدة وتهدف الى تخريج مهنيين ومتخصصين يملكون مع الشهادة الخبرة والقدرة على المنافسة فى سوق العمل
4- تحقيق العدالة وسرعة اصدار احكام فى القضايا التى تنشأ بين المواطنين بعضهم مع بعض وبين المواطنين والدولة مع ضرورة تشجيع القضاء العرفى النزية الذى يجب ات يوكل الى شرفاء وليس الى لصوص كل همهم اكل اموال الناس بالباطل مع انشاء معاهد خاصة بالقضاء العرفى لايلتحق بها الا خريجى الازهر الشريف
5- التقريب بين العائلات وتشجيع ابنائها الشباب من اقامة مشاريع خدمية صغيرة تمول من اموال الاغنياء منهم لحل مشكلة البطالة ورعاية الاسر الفقيرة بينهم.
6- محاولة القضاء على النزعة العرقية التى بسببها تنشأ المنازعات والمشاجرات والخلافات بين المغتربين وابتاء القبائل فى سيناء واشغال المساحات الواسفة من اراضى الصحراء بتوطين المزيد من السكان فى الاماكن التى يمكن تنميتها زراعيا وصناعيا.
7- مراجعة اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل والغاء كل البنود التى تنتهك حرمة سيناء ومواطنيها وتحد من قيام الدولة تبتنمية سيناء وتعميرها واستغلال ثرواتها
8- انتقاء عناصر امنية متميزة ومختارة تتمتع بالخبرة الرحيمة والاخلاق الحميدة والقدرة على التعامل مع المواطنين مع الحفاظ على كرامتهم وادميتهم
9- انتقاء المجموعة التى سوف تتولى حكم الاقليم على اساس الكفاءة والخبرة وليس اهل الثقة والصلة وان يكون المحافظ مدنيا ... مدنيا ... مدنيا ... والايكون عسكريا لآنهم غير مؤهلين لادارة الشؤن المدنية وكفى سيناء ما عانتة من حكم الجنرالات المحالبن الى التقاعد
10- اتاحة الفرصة وتشجيع اقامة المؤتمرات العلمية والتثقيفية والدينية والسياسية لنشر الوعى والاربقاء بمستوى المواطبين والمسؤلين عن ادارةالهيئات والمؤسسات الحكومية
" ادعوالله ان يحفظ مصر من كل سوء وان تتمتع سيناء واهلها برعاية الدولة وعنايتها وان يجعل مصر فوق كيد المعتدين حفظ الله مصر امنة مطمئنة وفى امن وسلام .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: