الأخبار العربية و العالمية

عالم السياسة و الإقتصاد

شئون الأمن و الدفاع

الأراضى العربية المحتلة

الثقافة ، و الأدب العربى و العالمى

دنيا الفنون و الإعلام

المرأة و الطفل ، و الأسرة و المجتمع

الأزياء و الجمال - الديكور - المطبخ

صحتك بين يديك

دنيا الشباب و الرياضة

التاريخ و السياحة و الآثار

علوم و تكنولوجيا

شخصيات و حوارات

المواطن و الشارع العربى

التقارير المصورة

تقارير و دراسات و مؤتمرات

الأستاذ الدكتور حسين الكاشف ، يكتب : الجبر والإختيار بين الجينات الوراثية والنفس البشرية

الأستاذ الدكتور حسين الكاشف ، يكتب : الجبر والإختيار بين الجينات الوراثية والنفس البشرية




الوطن العربى اليومية -

بعد مقالى بعنوان نحن نكتب وما من مسؤل يقرأ شعرت ان تضييع الوقت فى الكتابة للمسؤلين واصحاب الامر والسلطان فى البلاد لايجب ان يستمر ولنترك الحاكم الذى لايبالى بما يكتب اهل الفكر والرأى ولانزعجة بكتاباتنا فنكون بذلك قد ادينا رسالتنا وقصر هو فى واجبه ولايمكن ان تتوقع الخير او ننتظر اصلاحا والامر يفتقد الى تواصل بين اهل الرأى واصحاب السلطة والسلطان لذلك فإننى سأكتب لمن يريد ان يعرف الحقيقة لنبين الارتباط الوثيق بين العلم والدين فى سلسلة من المقالات ابدأها بهذا المقال :
الجبر والإختيار بين الجينات الوراثية والنفس البشرية
ان الإنسان يختلف دوره ومهامه فى الحياة طبقا لمواهبه وقدراته وإمكانياته الموهوبه له من الله والمكتسبة من خلال معايشته للحياة فجعله خالقه مخيرا لا مجبرا فيما يملك له إستطاعة. لقد ميز الله الإنسان عن بقية الخلق وأعطاه حرية الإختيار فى أن يؤدى دوره كما يريده له الله .. ليعمر الكون وتستقيم فيه حياة الإنسان وتنصلح أحواله ... أو أن يحجم عن ذلك فيتبع هواه ويسلك فى الأرض دروب الفساد والتخريب فيحل عليه غضب الله ويشقى فى الأرض ويضل ضلالا مبينا. هذه هى سنة الله فى الخلق حتى يرث الله الأرض ومن عليها فقد جعل الله مسلك الإنسان وتصرفاته مسطورة ومدونة فى صفحات تحتوى على جمل وعبارات تكونها حروف اربعة من حروف الهجاء الوراثية تتراص وتتكرر لتتكون منها الجينات المتمركزة فوق مواقع محددة من المادة الوراثية. وقد يتعارض هذا مع الإعتقاد بأن الإنسان مخير لأن ذلك إذا كان مسطورا فى كتاب من صنع الله فكيف يكون الإنسان مخيرا فى أمور قد أرادها الله له وكتبها سبحانه وتعالى إما له أو عليه؟؟ ... فهو أمر لا حيلة للإنسان فيه وان ما اراده الله له فهو امر حتمى لامهرب منه .... إن هذا هو امر صحيح ومقبول ولكنه يحتاج الى فهم وفكر وتدبر. فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حدد فى صفحات كتاب الجينوم البشرى صفات وسلوك وخصائص الإنسان .. فلماذا يحاسب المجرم على إجرامه والكافر على كفره ... والمفسد على فساده ؟؟؟ وهذا سؤال يطرأ على تفكير كثير من الناس ومازال البعض ينتظر جوابا شافيا على هذا السؤال ومنهم من يترك الامور تسير دون ان يجهد نفسه بوقفة متأنية ليراجع حساباته ولعل بعضهم يصل الى الحقيقه بعد ان يتعايش معها إلا ان قليل من اهل العلم الذين هدى الله يعتقدون يقينا ان الامر كله مرده الى الله. لقد تناول علماء الدين هذا الامر بالتحليل والرأى وكانت النتيجة أن الإنسان قد خلق لما هو ميسر له أو أنه مخير فيما يملك ومسير فيما لا يملك ... الا أن الإرادة والعزيمة والصبر والتحمل هما من ركائز الإيمان التى تعين المرىء على إختيار طريقه ليكون إما شاكرا وإما كفورا. فإذا كان الإنسان لديه دوافع إجرامية تظهرها أنشطة جيناته الوراثية فإنه حر فى أن يستجيب لها فيصبح مجرما باختياره أو يحتمل تأثيرها ويصبر عليها ويقاوم نزعات الشر والإجرام فى نفسه فيمنع نفسه باختياره أيضا من الانزلاق فى مسالك الجريمة ودروب الفساد .. وله على ذلك الأجر والصواب. لذلك حث القرآن الكريم على الصبر والتحمل لأنهما من صفات المؤمن التى تجعله يتغلب على دوافع الشر التى تتحرك بفعل الجينات المحمولة على المادة الوراثية. فإن نجح فى كبت هذا النشاط فقد تغلبت نوازع الخير على نوازع الشر فى نفسه حتى ولو كانت مكتوبة على صفحات المادة الوراثية .. لآن ما هو مكتوب متروك للإنسان بمشيئته هو فى ان يحققه او لايقع فيه. لأن ما هو مكتوب على هذه الصفحات ليس مصيريا وإنما ترك لطبيعة الإنسان ومدى صبره وقوة تحمله ومقاومته للدوافع التى تحرك فيه قوى الشر والفساد بفعل جينات وراثية قد نشطت فى اتجاة الخير او الشر. ان هذ الجينات تنشط تلقائيا بفعل تأثيرات داخلية تتحكم فى وظيفة الجين ونشاطة كما تتحكم في هذا النشاط ايضا الظروف والبيئة المحيطة وهو أمر تؤكده تأثيرات البيئة المحيطة على فعل الجينات حيث تستطيع جينات معينة أن تنشط بفعل ظروف خاصة أو أن تظل كامنة إذا لم يتوافر لها ظروف أداء الوظيفة. فما هو مكتوب فى صفحات كتاب المادة الوراثية قد يتغير بفعل البيئة أو بفعل الإرادة والإصطبار وهو أمر يملكه الإنسان ويقدر عليه. فإذا كان الإنسان قد كتب على جيناته أن لديه نزعة إجرامية تجاه السرقة أو الجنس مثلا فإذا ترك نفسه لهواها تحققت الصفة الإجرامية كمسلك من سلوكيات حياته ... وأصبح لصا أو شاذا ومنحرفا جنسيا. اما اذا قاوم هذه النزعة بالصبر وقوة الإرادة والإحتمال والتحكم فى النفس الأمارة بالسوء ولم يستجيب لندائها ... إستطاع بفعل إرادته وقوة إصطباره وإحتماله أن يكبح جماح الجينات المسئوله عن الإنحراف الجنسى من أن تنشط لأداء وظيفة الإنحراف وهذا لايتأتى بغير ارادة منه. إن هذه الإرادة تحركها النفس التى تنعكس طبيعتها على سلوك الانسان فإن كانت شريرة إختارت طريق الشر وإن كانت خييرة سلكت طريق الخير وإختارت طريق الرشد والصواب. إن ذلك لن يتأتى من فراغ بل يتطلب الامر ان تتغلب إرادته على شهواته والا يكون اسيرا للنفس الامارة بالسوء. فإذا كانت قوة إرادته وإحتماله ومقاومته وصبره عائقا لهذه الجينات من أن تؤدى وظيفتها ضعفت الرغبة الاجرامية وبذلك لايحدث الإنحراف. وهذا التصور ينطبق على كل الصفات الخيرة والشريرة فى الإنسان لأن كل صفة أو سلوك يخضعان لمؤثرات خارجية وداخلية تتحكم فى ظهورها أو عدم ظهورها. وأبعد من ذلك تتحكم هذه المؤثرات فى مستوى حدتها وقوتها ومدى تأثيرها على الإنسان.. ونسبة تأثر الإنسان بها. ان هذا الكلام يحتاج الى فهم جيد حتى لايتسرع أحد ويتهمنا بعلمانية التفكير او بعدنا عن دروب الإيمان والتوحيد. ان كل كلمة فى هذا هذا المقال هى بعيدة تماما عن منطق الوجودية أو الإلحاد ... وإنما تعكس إيماننا المطلق بالله وبقدرته عز وجل وأن كل شئ يتم بمشيئته هو وبعلمه المسبق وحكمتة البالغة
وإذا كنا نخوض فى بحر من المعرفة الربانية إعتمادا على ما علمنا الله من علم منحنا ما تيسر منه وهو قليل ومازال الكثير فى طى الخفاء وراء حجب الغيب لأن الإنسان يستطيع أن يكتشف المزيد من هذه المعرفة كلما أبدع فى البحث والتعلم وأمعن بفكره يتدبر فى خلق الله سبحانه وتعالى ولسان حاله يقول ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك" صدق الله العظيم. وها نحن نرى كل يوم جديدا يكتشف وكل ساعة تزداد دائرة المعارف الإنسانية ليتكشف لنا ما كان عنا مستورا أو عن علمنا مجهولا ... لتصبح ظلمة جهل الماضى تشتتها انوار معارف الحاضر لتضيء حضارة المستقبل القادم. وكلما اتسعت دائرة العلم ومعرفة الحقائق الغامضة كلما ازداد إيماننا بالله واستنارت القلوب ليتكشف لها المزيد من الاسرار التى لايملك الانسان حيالها الا ان يسلم تسليما يقينيا ويخضع معترفا عن حب وطواعية بقدرة الله وارادته. وليعلم الإنسان كل إنسان أن خالقه قادر حكيم وخبير عليم يدبر الأمر كيف يشاء ويصنع فى الكون ما يشاء وهو أمر قد تناولناه فى احد ابواب كتاب سابق هو استنساخ الخلايا الحية والاحياء بين قدرة الله الخالق ومقدرة الانسان المخلوق فى الباب الرابع (الايمان بالله وقضية الخلق) .ان الخوض فى معرفة اسرار الحياة وربط الحقائق العلمية بقضية الايمان بالله الخالق ماهو الا تأكيد لهويتنا الإيمانية التى إكتسبناها من قراءتنا للقرآن الكريم وإطلاعنا على السنة الشريفة. ان ما حصلنا عليه من قشور العلم والمعرفة يجعلنا نقف أمام الحقائق العلمية مستسلمين لقدرة الله وعظمته فى خلقه وحكمته فى تسيير أحوال الكون من خلال قوانين لا حيلة لنا فيها سوى أن نسلم بها وننحنى طواعية .. إجلالا وتعظيما لواضع هذه القوانين المحكمة. انها قوانين ربانية لا يأتيها الباطل ولا يخالطها شك ولا يملك أحد أن يعدلها أو يعبث فى أدائها لوظيفتها ... لأنها قوانبن فوقية. فإذا حاول الإنسان العبث فيها سوف تتبدل سعادته شقاءا ... وأمنه خوفا ... وإستقراره إلى قلق وحيرة ... وسيظل الانسان الغير مؤمن والجاحد لوجود الله والمنكر للايمان حيرانا فى الأرض يتخبط فى الغى والضلالة حتى يعلم فى نفسه ومن بين ثنايا الضمير الخافت والقلب المتشكك أن الله هو الحق وقوانينه فى الأرض قد وضعها بعلم وحكمة لا يملك مخلوق ايا كانت قدرته او سطوته أن يغيرها او حتى ان يعدل فيها. إن العالم كله محكوم بقوانين رياضية محسوبة بدقة شديدة ومضبوطة بمقياس لايعرف الخطأ بدأ من الذرة وما بداخلها إلى الأرض والسماء وما بينهما. وقد ظلت هذه القوانين تسير أمور الحياة ولا يمكن لنا نحن البشر أن نحكم حكما صادقا أو نعرف معرفة كاملة عن أى شئ إلا بالقدر الذى يريده الله ويسمح لنا لنا ان نعرفه. لأن دقة هذه القوانين وإنضباطها يجعلنا غير قادرين على ان نعرف عنها كل شئ ولكن يمكننا أن نتنبأ أو نتوقع وقد يصدق تنبؤنا أو قد لا يصدق ... لأننا فى النهاية بشر لا نملك كل القدرة والإمكانيات التى تجعلنا قادرين على أن نتنبأ ماذا سوف يحدث ومتى واين وكيف. ان هذا الأمر ليس للإنسان قدرة عليه إلا بقدر ما علمه الله والهمه لمعرفته من خلال اجهزة ومعدات وتكنولوجيا قد اكتشفها او اخترعها و طورها. ولايمكن لبشر لا فى الماضي ولا فى الحاضر او فى المستقبل كان من كان... الادعاء بأن له قدرة تمكنه من صنع كل شىء. ان الحياة على الارض ببشريتها وكائناتها هى من خلق الله.. والانسان بشر يقدر ولا يقدر فقد يقدر على اشياء واشياء اخرى كثيرة لايكون قادرا عليها فهو مثلا يستطيع ان ينتج قوة تدميرية جبارة او يبنى حضارة شامخة ولكنه لن يكون فى قدرته او استطاعته ان يغير قوانين الكون التي وضعها الله سبحانة وتعالى. الانسان لايمكنه منع الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وعواصف مدمرة ولايمكنه ان يوقف التسونامى اذا بدأ رغم انه يستطيع التنبأ متى سوف تقع احداثه او متى سوف يبدأ بدقة لايمكن ان تصل الى 100% فتظل بذلك معلومات الانسان غير اكيده. كما ان الانسان لا يمكنه ان يتحدى الموت او يمنع الفناء او يحقق لنفسه الخلود والابدية لآن ذلك امر يقع خارج نطاق المعرفة والقدرة الانسانية وانما هى خالصة لله بذاته لايشاركه فيها احد. وبذلك سيظل الانسان امام قدرة الله عاجزا على ان يمنع الضرر عنه او أن يجلب الخير لنفسه. ورغم ذلك فإن الانسان لدية بعض القدره على عمل الشر والخير الا ان عمله هذا يكون دائما محكوما بارادة الله ومشيئته وهذا هو اعتقاد المؤمن الذى لايزعزع ايمانه اى شىء كان ما كان فهو فى ايمانه لايقهر ولايتردد وفى عقيدته لا يراوده اى شك فى وحدانية الله وهيمنته على هذا الكون الذى يسيره ويرعاه الخالق الاعظم. 
ان الانسان سيظل يتعلم من خالقه اذا اراد ذلك وهو حر فى تسخير هذا العلم لمنفعته او لضرره وجعله مخيرا دون اجبار او الزام فيجلب الانسان لنفسه حصائد اعماله ان كان خيرا فخير فيحمد الله وان كان شر فلا يلومن الا نفسه. فسبحان الله القائل فى أول سورة نزلت من القرآن "أقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق أقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " صدق الله العظيم. وعلى الإنسان أن يختار لنفسه الطريق الذى يسلكه إما أن يصلح فى الأرض او ان يكون هدفه ومسعاه ان يفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ... وسوف يجزيه الله إصلاحا بإصلاح وفسادا بإفساد.

==================
الكاتب الأستاذ الدكتور حسين الكاشف .. أستاذ علوم البيولوجيا الإشعاعية بهيئة الطاقة الذرية المصرية

هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك

URL: HTML link code: BB (forum) link code:

.

فيديو الوطن العربى

من قصيدة " شمس الهدى" للشاعر علاء الدين سعيد لقطة للشاعر/ علاء الدين سعيد ، خلال ثورة 25 يناير 2011 بكاميرا الشاعر/ علاء الدين سعيد ، فى ثورة 25 يناير 2011 مجموعة الفنانين - الوطن الاكبر
فيديو 5 فيديو 6 فيديو 7 فيديو 8
ضع كود الفيديو5 هنا ضع كود الفيديو6 هنا ضع كود الفيديو7 هنا ضع كود الفيديو8 هنا
فيديو 9 فيديو 10 فيديو 11 فيديو 12
ضع كود الفيديو13 هنا ضع كود الفيديو14 هنا ضع كود الفيديو15 هنا ضع كود الفيديو 16هنا
ضع كود الفيديو9 هنا ضع كود الفيديو10 هنا ضع كود الفيديو11 هنا ضع كود الفيديو 12هنا

أسرة الصحيفة و المنضمون اليها