الأستاذ حسين مرسى ، يكتب : البرلمان الأسوأ ! ..
الوطن العربى اليومية - القاهرة ..
البرلمان القادم سيكون الأخطر لكنه لن يكون الأفضل .. والانتخابات القادمة لن تكن الأفضل ولكنها ستكون الأسوأ في تاريخ الانتخابات المصرية لسبب بسيط هو أن الكل يطمح ويطمع في كرسي البرلمان وإن كان هذا أمرا محمودا في حد ذاته إلا أن الواقع يؤكد غير ذلك فكل من يريد أن يغسل ماضيه القذر يسعى لعضوية البرلمان وللكرسي الذي يعتقد أنه سيكون حاميا له من كل شر وسؤ
هذا باختصار شديد هو حال الانتخابات البرلمانية القادمة التي سيكون التنافس فيها لعناصر تدخل عالم السياسة من باب الثورة على اعتبار أن الثورة تمحو كل الخطايا .. الكل يركب موجة الثورة ويتحدث باسمها وهو في حقيقة الأمر من قامت الثورة ضده هو وضد كل من يشبهه في تصرفاته وسلوكه وانحرافه
والغريب أن هناك جهات رسمية تدعم مثل هؤلاء المنحرفين الذين غسلوا ماضيهم بأموالهم ومنهم من محا صحيفة الحالة الجنائية التي تحوي تاريخه الأسود – وكله بفلوسه – وهذا ما يدفعنا للحديث عن المال السياسي الذي يظهر على الساحة بقوة وسيكون له تاثيره القوي في الانتخابات البرلمانية القادمة
وليحذر الجميع من هؤلاء المدعين الذين يحاولون شراء الأصوات بالمال ليكرروا تجربة السكر والزيت ولكن بشكل أكثر وقاحة وأكثر بجاحة وفجورا
الساحة السياسية الآن تكاد تكون خالية من الرموز التي يعرفها الناس .. يتزامن ذلك مع ظهور كثير من الوجوه الجديدة التي لم يعرف عنها أنها مارست العمل العام أو العمل السياسي ولكنها كانت تمارس البلطجة وقطع الطرق وفرض الإتاوات ليتحولوا الآن إلى رجال البر والتقوى والعمل لخير الناس ومصلحة المواطن الغلبان فجاة وبدون مقدمات .
البرلمان القادم سيكون الأخطر لأن هناك مهام خطيرة وجسيمة تنتظره .. فهناك ما يزيد عن 200 قانون صدرت في السنوات الماضية في غيبة البرلمان وبالطبع سيتم عرضها على المجلس الجديد لإقرارها أو تعديلهاأو إلغائها.. وسيكون في انتظاره قوانين جديدة سيكون من الضروري إصدارها لتتماشى مع المستجدات التي ظهرت على الساحة ومنها قوانين اقتصادية تساير ما تعيشه مصر الآن من محاولات لتطوير وتحديث الدولة المصرية
البرلمان القادم سيكون الأخطر في تاريخ مصر .. ولكنه للأسف سيكون الأسوأ أيضا لأن البعض مازال يحدد اختياراته على اساس القبلية والعصبية وبالتالي سيكون هناك عناصر فاسدة تدخل البرلمان لمجرد أنها تمتلك القدرة على الحشد القبلي لنجد أمامنا نائبا لم يكن يحلم يوما بدخول البرلمان
والبعض مازال يلعب على وتر الخدمات ويخدع الناس بحكايات وهمية عن قدرته على رصف شارع أو إصلاح ماسورة صرف صحي أو رفع القمامة من الطريق ويعتبر أن ذلك إنجازا قد يكون تم بالفعل ولكنه ضمن منظومة الدولة التي تقوم بها في الظروف الطبيعية ويعتبرها هؤلاء من إنجازاتهم الكبرى التي يفخرون بها ويروجون لأنفسهم بها لدخول البرلمان لنجد أنفسنا أمام نائب جاهل يفترض به أن يكون نائبا تشريعيا يقرر لمصر قوانين قد تحكمها لعشرات السنين
البرلمان القادم سيكون الأخطر ولكنه للأسف سيكون الأسوأ .. حقيقة تؤكدها كل المؤشرات التي ظهرت على الساحة مؤخرا وتزداد وضوحا مع قرب الانتخابات البرلمانية .. فكل ساعة تظهر المؤشرات والدلائل على صحة ما نقول .. حتى الشباب الذي يسعى بكل قوة ليكون موجودا على الساحة السياسية ويشارك بكل قوة في صنع مستقبل مصر الجديدة دخل بينه عناصر غير مؤهلة لمثل هذا العمل وللأسف تاريخهم القصير لا يشرف بالمرة وكل همهم هو الوصول للمجلس لتحقيق أكبر استفادة ممكنة ومنهم من كان يتودد لقيادات الحزب الوطني ليحصل فقط على كارنيه الحزب والان يركب موجة الثورة ويتلبس دور الثوري الرافض لكل شئ باسم الثورة
ومن الشباب أيضا من شارك في الأحداث وكان ضمن من يسمون أنفسهم الثوار والان يريد أن يحصل على المقابل .. نعم يسعى للحصول على مقابل ما قدمه بدخول البرلمان أو الوصول لأي منصب وكأن الثورة أصبحت بالمكافأة في عصر عز فيه الاحترام
ولايعني هذا أن الساحة خالية من المرشحين المحترمين أصحاب التاريخ الناصع المضئ والشباب الذي يحب بلده ويعمل بقوة لمصلحة الوطن بدون الحصول على مقابل لكنه للأسف لايجد الفرصة للظهور أمام المنتفعين والمنحرفين والبلطجية الذين يسيطرون على أليات العمل السياسي ويجدون من يمنحهم الفرصة للظهور الإعلامي في الفضائيات والصحف في الوقت الذي لايجد من يعملون بشرف ونزاهة الفرصة لمجرد الحديث في برنامج واحد أو صحيفة غير مقروءة
البرلمان القادم سيكون الأخطر ولكنه أيضا سيكون الأسوأ في ظل وجود هذه العناصر الفاسدة التي تسعى للوصول لكرسي البرلمان على جثة الوطن .. وفي ظل عدم الوعي الي مازال يسيطر على الساحة السياسية وعلى الشارع المصري رغم كل ما يقال عن أن الجميع أصبح يفهم في السياسة ويعرف أكثر من الاخر وتلك هي المصيبة فالكل يعتقد أنه يفهم أكثر من غيره والكل يرى أنه أصبح خبيرا في السياسة والاقتصاد والأمن والعسكرية ومن هنا يأتي الخطر لأن هذه النوعية"ساعة الجد" سيكون وجودها كارثة ووبالا على مصر مستقبل مصر .
نصيحة أخيرة مباشرة وصريحة لكل مصري يحب بلده .. أحسن الاختيار في البرلمان القادم ولاتخضع للابتزاز ولا لسيطرة المال ولا تضع ثقتك في بلطجي أو منحرف او سياسي وصولي نفعي .. أحسن اختيارك لبرلمانك الذي سيضع لك مستقبلا تفخر به حتى لا نندم ساعة لاينفع الندم .
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: