الأستاذ حسين مرسى ، يكتب : حتى الزبالة .. يا عالم يا ..!!!..
الأستاذ حسين مرسى ، يكتب : حتى الزبالة .. يا عالم يا ..!!!..
الوطن العربى اليومية - القاهرة ..
وكأنه مكتوب على الشعب المصري أن يعيش طوال حياته تحت رحمة أصحاب النفوذ والسطوة في كل عصر وأوان .. في كل عصر نجد المرتزقة والمستفيدين والمتاجرين بالشعب في الوقت الذي يطلقون فيه الشعارات الرنانة والعبارات الوطنية والإكلشيهات التي تصيب من يسمعها بالدوار وتجعله يعتقد أن من يتحدث أمامه هو ولي من أولياء الله الوطنيين ..
التقيت مؤخرا بأحد قيادات وزارة البيئة في اجتماع رسمي ودار معه حوار كشف لي عن جانب مظلم من الجوانب المظلمة الكثيرة في حياة المصريين .. وبحكم طبيعة الاجتماع الذي كان هدفه التنمية وخدمة المجتمع ولأن الرجل مسئول في وزارة البيئة فقد دار الحوار عن موضوع من أهم وأخطر الموضوعات التي لو تم تنفيذها لتحولت مصر إلى دولة نظيفة اسما وفعلا وليس قولا فقط .
دار الحديث مع السيد المسئول عن مشروع تدوير القمامة في مصر وكنت قد حضرت ندوة مؤخرا عن عمليات تدوير المخلفات بجهاز جديد لتحول القمامة بأنواعها المختلفة من بلاستيك أو معلبات أو غيرها من المخلفات إلى سولار .. نعم سولار .. وكانت دهشتي كبيرة من إمكانية تحويل القمامة إلى سولار أي توفير طاقة وحل مشكلة القمامة نهائيا .
ولكن رد السيد المسئول أفحمني وأحبطني في آن واحد .. قال إن وزارة البيئة تسعى منذ فترة لتنفيذ هذا المشروع رغم تكلفته العالية لكن النتائج المنتظرة منه قد تكون أهم وأكبر من تكلفته العالية .. فمصر في حاجة لأي مصدر إضافي لتوفير السولار والطاقة .. بالإضافة إلى التخلص نهائيا وإلى الأبد من مشكلة " الزبالة " في مصر والتي أصبحت ازمة بلا حل في أماكن كثيرة في مصر
رد السيد المسئول باختصار كان معناه استحالة تنفيذ المشروع !! لماذا ؟ لأن هناك مستفيدين من وجود أكوام القمامة في مصر بهذا الشكل الحالي .. وعندما سألته عن المستفيد من ذلك وهل هم جامعو القمامة فنفى تماما أن يكون هؤلاء هم المستفيدون بل وصفهم بالغلابة الذين يعملون باليومية للحصول على قوت يومهم .!!
إذن من المستفيد ؟ المستفيد هم الكبار الذين يعملون في تصدير القمامة .. نعم تصدير القمامة ولا تندهشوا من أن القمامة يتم تصديرها .. فعمليات الفرز التي تتم لجبال القمامة التي يتم جمعها يخرج منها أموال لا نهاية لها ولكن لبعض المنتفعين فقط من الحيتان الكبار وليس للصغار .. وعلى سبيل المثال يتم فرز المعلبات المعدنية " الكانز " ويتم بيعها للسادة المصدرين بسعر أربعة آلاف جنيه للطن .. في حين أن هذا الطن يقوم السيد الحوت بتصديره للخارج بسعر من 18 ألف إلى 22 ألف جنيه وتخيلوا كم عدد الأطنان التي يقوم هؤلاء بتصديرها يوميا على حساب الغلابة !
وقياسا على هذا المثال يتم التعامل مع كل أنواع المخلفات التي يتم فرزها ليحصد الكبار ملياراتهم من تصدير القمامةولذلك يحرص الكبار على أن يبقى الوضع على ماهو عليه ونظل نحن نسمع شعارات تنمية المناطق العشوائية إلى الأبد والتي لم تر شيئا من التطوير ولا القضاء على العشوائية ويكفي زيارة واحدة لمنطقة الزبالين في المقطم أو في أي تجمع للزبالين في مصر أو في القاهرة تحديدا لترى كيف يعيش هؤلاء وكيف يعملون ليجمع الحيتان الكبار ملياراتهم من تصدير القمامة ومن دم الغلابة ..
هل أدركتم الآن لماذا لا تنجح مشروعات تدوير القمامة في مصر رغم الندوات التي يتم عقدها وينفق فيها الآلاف من الجنيهات ويتحدث فيها المسئولون وكبار رجال الأعمال لتطبيق المشروع ثم ينتهي الأمر إلى لا شئ ..
بالمناسبة .. من أهم كبار المستفيدين من هذا الوضع سيدة أعمال تعمل في مجال البيئة من سنوات طوال وتقوم بتصدير المخلفات لتعود إلينا مرة أخرى في أشكال مختلفة للاستهلاك الآدمي .. يعنى مكسب رايح جاي !! وعلى فكرة برضه ابن سيدة الأعمال هذه هو أحد كبار رجال الأعمال الناشطين في جمع الأموال من المصريين .. نقول كمان ولا كفاية ؟؟؟؟ !!!
هذا الموضوع قابل للنسخ .. يمكنك نسخ أى رابط من تلك الروابط الثلاثة ولصقه بصفحاتك على المواقع الإجتماعية أو بموقعك
URL: HTML link code: BB (forum) link code: